DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الكشافة .. «عزوف» طلابي و«توهج» غائب عن الميدان

إلغاء تفرغ الرواد و«الجائحة» وراء حالة الركود

الكشافة .. «عزوف» طلابي و«توهج» غائب عن الميدان
قال الخبير الكشفي مبارك الدوسري، إنه كمتابع للنشاط الكشفي بالمملكة، وكمهتم بالتأريخ الكشفي السعودي، لاحظ غيابًا شبه تام للنشاط الكشفي في مدارس البنين منذ جائحة كورونا، وحتى الإعلان عن العودة لممارسة الأنشطة الطلابية، على الرغم من عودة النشاط الرياضي المدرسي من خلال دوري المدارس بقوة، وكذلك الأمر للأنشطة العلمية وأنشطة الموهوبين التي شرفتنا بالخارج مؤخرًا في العديد من المحافل.
وأشار إلى أن النشاط الكشفي بوزارة التعليم يمتلك القوة العددية، والقيادات المؤهلة، والمباني الخاصة للنشاط الكشفي، والخبرات المتمكنة، ولكن ما يحدث أمر مستغرب، مؤكدًا أن ذلك ليس وليد اللحظة أو بسبب الجائحة، إذ تغيبت الوزارة عن المشاركة في الجامبوريات العالمية الثالث والعشرين في اليابان، والرابع والعشرين في أمريكا، خاصة أن المستهدف في تلك الجامبوريات هم كشافة التعليم العالم، حيث إن المشاركة مخصصة لمن أعمارهم تتراوح بين 14 - 17 عاما، فيما الجوالة (ist) مشاركتهم فقط مع فريق الدعم العالمي.
وعاد الدوسري بالذاكرة إلى التأريخ الكشفي السعودي من أنه بدأ من وزارة التعليم وتحديدا من مدرسة تحضير البعثات، حيث قام مديرها طاهر الدباغ بعد عودته من الإسكندرية عام 1956م بإنشاء الوحدة الكشفية فيها، وبالتالي فهو يرى أنه من المهم المحافظة على هذا التأريخ وإعادة النشاط الكشفي في المدارس إلى توهجه السابق، والمشاركة في رفع معدل العضوية ونسبة تنميتها التي هي مطلب عالمي.
ونبَّه إلى أن المرحلة الحالية تتطلب نوعية خاصة من الفعاليات والبرامج التي تتوافق ومستجدات العصر، مع المحافظة على أصالة الحركة الكشفية، وأن ذلك لن يتم إلا بعقد ورش عمل يشترك فيها خبراء الكشفية في الوزارة، والقادة المتميزين والكشافة للخروج ببرامج وفعاليات جاذبة ومفيدة.
مؤكدًا أن عودة النشاط الكشفي بتوهجه السابق في المدارس يحتاج إلى قناعة المسؤول أولا بماهية النشاط الكشفي وأهدافه ومبادئه، ثم تحفيز القيادات الكشفية، وتوفر الميزانيات المناسبة، وإتاحة الفرصة لقادة كشافة الوزارة وكشافيها بالمشاركة في المشاركات الخارجية حيث تبادل الخبرات مع الآخرين.
ندرة المعسكرات الداخلية والخارجية
تقليص الفرق الحكومية بالمدارس
أرجع التربوي عماد الشريف، انحسار أدوار الكشافة في المدارس والجامعات لعدة أسباب منها قلة القادة الكشافين المؤهلين في المدارس والجامعات، وعدم توفر الدعم المادي الكافي لتنفيذ برامج وخطط النشاط الكشفي، واختفاء أو قلة البرامج والمعسكرات العامة الداخلية والخارجية، وعدم وجود تسليط إعلامي كافٍ لدور الكشافة وما تقدمه من خدمات عامة في مختلف المجالات.
وأضاف إن عزوف الطلاب عن الأنشطة الكشفية، سببه الأول ندرة وقلة البرامج والفعاليات، مستطردا: فالطلاب قد لا يكون لديهم رؤية واضحة أو كافية للالتحاق في أنشطة الكشافة.
واقترح الشريف لعودة التوهج والثراء للنشاط الكشفي، في المدارس وأندية الأحياء إلى ما كانت عليه في السابق تأهيل القادة الكشافين ومنحهم مزايا ومحفزات ترغبهم في بث النشاط الكشفي، ووضع خطط إستراتيجية طويلة المدى للنهوض بالنشاط الكشفي من برامج ومعسكرات داخلية وخارجية، وتفعيل الجانب الإعلامي والاستفادة من برامج التواصل الإعلامي الجديد في التعريف بأدوار وخدمات أفراد الكشافة، إضافة إلى منح المزيد من الدعم المادي وتغطية التكاليف المصاحبة لبرامج وأنشطة الكشافة، وتوفير أندية كشفية في كل مكتب تعليم للمدارس التابعة له وعدم الاكتفاء بالنادي أو المعسكر الكشفي الواحد في الإدارة التعليمية.
قال نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، د. عبدالله الفهد، إن الفرق الكشفية المسجلة في الجمعية من موجودة في التعليم العام والعالي ومراكز الأحياء والجمعيات ووزارة الرياضة، وكذلك الهيئة الملكية للجبيل وينبع والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وغيرها من القطاعات، موضحًا أن جائحة كورونا، أثرت كثيرًا على الفرق الحكومية الموجودة في المدارس، وتقلص عددها.
وأضاف: وتحاول الوزارة حاليًّا عودة الفرق الكشفية للمدارس مع اشتراط أن يكون هناك قائد كشفي مؤهل حاصل على الشارة الخشبية لتأسيس الفرق الكشفية.
وأشار «الفهد» إلى أن القطاع الأهلي يشهد نموا من خلال الجمعيات الأهلية والمؤسسات التعليمية وغيرها لتحقيق رؤية المملكة 2030، متابعا أن الجمعية وضعت إستراتيجية للنمو الكمي والكيفي بمشاركة جميع القطاعات الكشفية، إضافة إلى أن هناك إستراتيجية عالمية بمشاركة المملكة لدعم العضوية على مستوى العالم من خلال مشروع رسل السلام الذي ساهم في زيادة العضوية على مستوى العالم للوصول إلى مائة مليون كشاف.
واختتم أن المملكة ستشهد نمو العمل التطوعي بشكل عام والكشفي بشكل خاص.
قوة عددية وقيادات مؤهلة وخبرات متمكنة
خطة سنوية وتخصيص ميزانيات تشغيلية
قال مدير إدارة النشاط الطلابي بتعليم تبوك د. عبدالله الحارثي، إن وزارة التعليم متمثلة في الإدارة العامة للنشاط الطلابي، استطاعت قبل جائحة كورونا أن تعبر بالنشاط الكشفي إلى بر الأمان من خلال الفعاليات والبرامج والعمل الميداني والمعسكرات الكشفية التي نالت نصيبها في تلك الفترة، وبعد جائحة كورونا أصيب النشاط الكشفي بحالة ركود لم يستطع بسببها التعامل مع المتغيرات المتسارعة ولا يزال.
وأضاف إن وكالة الوزارة للتعليم العام تصدر خطة سنوية للميدان التعليمي تتضمن حزمة البرامج والفعاليات وإقامة العديد من المعسكرات الكشفية على مستوى مناطق ومحافظات المملكة، مشيرًا إلى توقف الفعاليات بعد الجائحة وغياب ذلك العمل أثر على النشاط الكشفي في الإدارات، وبالتالي كان أثره واضحا على المدارس.
ورأى الحارثي أنه إضافة إلى أنه كان لرواد النشاط دور مهم وبارز في العمل الكشفي وتشكيل الفرق الكشفية، إلا أن قرار إلغاء تفرغهم وإسناد حصص لهم أثر سلبيًا على العمل الكشفي في المدارس، حيث كان التفرغ بمثابة حافز ساهم بشكل كبير في اهتماماتهم وجهودهم للعمل الكشفي، مستطردًا: وبالتالي فإن إلغاء التفرغ أدى إلى حالة تسرب في الفرق الكشفية في المدارس، بل وتسرب القادة الكشفيين من العمل الكشفي ككل.
واقترح، لعودة النشاط الكشفي كما كان في السابق، أن يتم تخصيص ميزانيات تشغيلية للعمل الكشفي بكافة مجالاته والمعسكرات التأهيلية، ومعسكرات خدمة ضيوف الرحمن، وتخصيص ميزانيات للإدارات للزي الكشفي، والتنسيق بين وزارة التعليم وجمعية الكشافة العربية السعودية فيما يتعلق بخطط وبرامج النشاط الكشفي مع أهمية الحرص على تفرغ القادة الكشفيين في المدارس.
أكد مختصون أن غياب وندرة البرامج والفعاليات المتعلقة بالأنشطة الكشفية، وقلة الدعم تسببت في عزوف الطلاب عن الانخراط في هذا النشاط الذي يعد من الأنشطة الميدانية التي تصقل مواهب الطلاب وتدربهم على الاعتماد على النفس.
وأوضحوا لـ «اليوم» أن عودة النشاط الكشفي للتوهج مجددا بحاجة إلى توفير الميزانيات المناسبة، وتحفيز القيادات الكشفية، لتحقيق الأهداف المنشودة.