DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فاتن حمامة.. علامات في مسيرة سيدة الشاشة

فاتن حمامة.. علامات في مسيرة سيدة الشاشة

رغم رحيلها ظلت فاتن حمامة حاضرة بقوة على الساحة الفنية، من خلال رصيدها السينمائي والتليفزيوني، تاركة خلفها ما يقرب من 100 فيلم، واعتبرها النقاد العرب أفضل ممثلة عربية نالت رضا النقاد وحب الجمهور.

جسدت "سيدة الشاشة العربية" أدواراً متعددة معبرة خلالها عن قضايا مختلف فئات المجتمع من الطبقات الفقيرة والمتوسطة والأرستقراطية، وتنقلت بينها ببراعة شديدة.

ولدت فاتن حمامة في 27 مايو عام 1931، وتنتمي عائلتها لمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية. وكان والدها موظفاً في وزارة التعليم.

فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر بعدما أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تمثل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" عام 1940، ومن بعدها تبناها المخرج الذي اقتنع بموهبتها وتميزها ومنحها عددا من الأدوار منها "رصاصة في القلب" عام 1944 و"دنيا" عام 1946.

دخلت فاتن المعهد العالي للتمثيل عام 1946، وشاركت في عدد من الأفلام مع كبار النجوم منهم يوسف وهبي في فيلم "ملائكة الرحمة" عام 1946، ثم "كرسي الاعتراف" عام 1949، وكان لها في نفس العام أفلام "ست البنات" و"اليتيمين".

مشهد من فيلم الباب المفتوح

صراع في الوادي

ومن أهم محطاتها السينمائية فيلم "صراع في الوادي" الذي نافس وقتها في مهرجان كان السينمائي، و"لا وقت للحب" الذي حصلت فيه على جائزة أحسن ممثلة عام 1963، وفيلم "الأستاذة فاطمة" عام 1952 وجسدت فيه دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة برهنت على أن للمرأة دورا مساوياً للرجل في المجتمع.

قضايا المرأة

أعطت فاتن حمامة أولوية لقضايا المرأة في أفلامها، حيث عبرت عن هموم النساء ببراعة بداية من فيلم "دعاء الكروان"، الذي جسدت فيه دور "آمنة" الخادمة، وهي فتاة ريفية بسيطة، قُتلت شقيقتها "هنادي" خادمة مهندس الري، الذي تقع في حبه، ولكنه يعتدي عليها ويحطم حياتها فتقتل على يد خالها، وعندها تقرر "آمنة" الانتقام لأختها من ذلك المهندس.

فاتن حمامة وزهرة العلا جسدتا دور الخادمة الريفية التي تعمل لصالح أسرتها نتيجة العوز والفقر وتتعرض للظلم والاعتداء.

مشهد من فيلم الباب المفتوح

دعاء الكروان

كان فيلم "دعاء الكروان" أول فيلم يمثّل مصر في مسابقة الأوسكار، حيث وصل إلى التصفية النهائية، ضمن أفضل خمسة أفلام أجنبية، وهو قصة طه حسين، سيناريو وحوار يوسف جوهر، وإخراج هنري بركات، وبطولة أحمد مظهر، وأمينة رزق، وزهرة العلا، ورجاء الجداوي، وقد تم عرضه في دور السينما في سبتمبر عام 1959.

وشكّل فيلم الباب المفتوح علامة فارقة فما زالت خطابات حسين إلى ليلي في الفيلم هي الأكثر رواجا بين الفتيات، رغم مرور 52 عاما على عرض الفيلم، وهو قصة الكاتبة لطيفة الزيات، ومن إخراج هنري بركات، وبطولة فاتن حمامة وصالح سليم، ومحمود مرسي، وشويكار.

وجسدت فاتن حمامة دور "ليلى" بنت الطبقة المتوسطة في الستينيات من القرن الماضي المتمسكة بالتقاليد، والتي تخرج عن صمتها وتحطم الأسوار التي فرضتها عليها الأعراف والتقاليد.

مشهد من فيلم الحرام

عاملات التراحيل

ومن الطبقة الوسطى إلى الطبقات الدنيا جسدت فاتن حمامة في فيلم "الحرام" دور "عزيزة" التي تعمل هي وزوجها "عبد الله" ضمن عمال التراحيل، إلى أن يصاب الزوج بمرض يعجزه عن العمل، فتتحامل على نفسها في العمل لسد احتياجات الأسرة.

وفيلم "الحرام" قصة يوسف إدريس، سيناريو وحوار سعد الدين وهبة، إخراج مدحت بكير، وبطولة عبد الله غيث، زكي رستم، حسن البارودي، وحسن مصطفى، وقد تم عرضه في دور السينما في مارس عام 1965.

يوم مر ويوم حلو

المرأة المعيلة

انتقلت فاتن حمامة إلى مرحلة جديدة في حياتها بدأتها بفيلم "إمبراطورية ميم" عام 1972 وقدمت شخصية الأم التي تعول أسرتها بعد وفاة الأب، وكانت من أوائل من ألقوا الضوء على كفاح "الأم المعيلة" في السينما.

الفيلم كتب له المعالجة الدرامية نجيب محفوظ، وهو قصة وحوار إحسان عبد القدوس، إخراج حسين كمال، وبطولة أحمد مظهر، دولت أبيض، هشام سليم، ليلى حمادة، وحياة قنديل، وتم عرضه في دور السينما المصرية في نوفمبر عام 1972.

وفي فيلم "يوم مر ويوم حلو" الذي ناقش أوضاع سكان العشوائيات، جسدت فاتن حمامة المرأة المعيلة في طبقة مختلفة عن طبقتها في "إمبراطورية ميم" من خلال دور "عائشة" وهي أرملة توفي زوجها وترك لها خمسة أبناء، فتضطر الأم للعمل في مهن متدنية حتى تربي أبناءها، وتواجه مشاكل عديدة.

وفيلم "يوم مر.. يوم حلو" تأليف فايز غالي، إخراج خيري بشارة، وبطولة محمد منير، عبلة كامل، سيمون، ومحمود الجندي، وتم عرضه في دور السينما المصرية في فبراير عام 1988.

تغيير قانون الأحوال الشخصية

من أهم أفلامها أيضا فيلم "أريد حلا" عام 1975 وقدمت خلاله دور الباحثة عن المساواة مع الرجل الغائبة في القانون، وحقق الفيلم نجاح مبهر أدى إلى تغيير قانون الأحوال الشخصية والحكم في قضايا الطلاق المعلقة في المحاكم.

أيضا قدمت فاتن مسلسلات تلفزيونية وهي "ضمير أبلة حكمت" عام 1991 و"وجه القمر" عام 2000، حصلت الفنانة الراحلة على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة نجمة القرن عام 2000 ووسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب وميداليات شرف من الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ووسام المرأة العربية.

وحصلت على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999.