ضمتني إلى صدرها دون أن ترتاب... جمعت الأحباب... ما أن يحل أحد على أرضها حتى يحبها، ويبقى الحب طيلة سنوات عمره.
• أعشقها...
ببحرها وسمائها ولهجتها.
أعشقها...
بالطيبة في قلوب أهلها.
أعشقها...
برائحة العتيق في أزقتها.
الحبيبة جدة... تحرك مكامن الحب... كم أشتاق إليها شوق المحب لحبيبته.
كم أشتاق لرائحة السمك المغمس بالزيت في سوق «الندى» بالبلد... رائحة المندي والمظبي، والفول بالجمر الذي مات صاحبه (عم عثمان) ولم تمت ذكرياته.
كان يبيع (العجب) مع الفول... يصنع جرة واحدة فقط وإذا انتهت أغلق دكانه حتى إن انتهت بعد ساعة من انتهاء الفجر في صورة من صور العجب!!
جئته مرة السادسة والنصف صباحا أطلب طبق فول. قال لي: (تأخرت يا ولدي)!!!
قلت له: معقول أن أكون تأخرت والساعة تشير إلى السادسة والنصف!!!
•••(صانع لذة) آخر كان يطبخ الكبسة بالجمر أيضا... اللذة تبقى في فمي أياما.
يقول إنه كان يطبخ الكبسة من أيام الملك سعود ويبيعها بريال واحد فقط وقد كنا نشتريها منه في التسعينيات من القرن الماضي بعشرة ريالات.
فلنترك البلد ونذهب إلى ميدان الدراجة حيث تفوح رائحة الكبدة والتقاطيع.
هناك لذة أخرى في طريق المدينة إذ كنا نقطع المسافات لنستمتع بالسمك الناجل، وهو سمك قريب من الهامور الذي تشتهر به المنطقة الشرقية.
جدة تتميز بمأكولاتها اللذيذة، فهم أهل المندي والمظبي والفول والسمك والجمبري.
• من ميزات جدة أنها تبتعد عن مكة المكرمة 79 كيلو مترا، وتعد العاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة، وهي الوجهة الأولى للسائح، وثاني أكبر المدن بعد الرياض. بوابة الحرمين الشريفين، وبها أكبر ميناء بحري على البحر الأحمر ومركز للمال والأعمال وهو ميناء رئيسي لتصدير البضائع غير النفطية ولاستيراد الاحتياجات المحلية.
••• أخذتني جدة إلى حيث الجمال في كل تفاصيلها... إلى اللهفة والشهقة الآن، حيث أغيب عنها.
المدن كالنساء منها الجميلة ومنها غير ذلك، ومنها التي تعشقك وأخرى تعشقها.
بيني وبين جدة حالة عشق متبادلة لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة.
• نهاية
(الحب... لا يستأذن)طارق الحبيب
@karimalfaleh