DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

السعودية - فرنسا.. علاقات راسخة وآفاق واعدة

دشنها لقاء الملك فيصل والرئيس شارل ديجول في باريس منذ 55 عاما

السعودية - فرنسا.. علاقات راسخة وآفاق واعدة
أرست زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز «رحمه الله» لفرنسا في عام 1967 ولقاؤه بالرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول قواعد العلاقات السعودية الفرنسية، التي شهدت تطورا مستمرا بفضل حرص قادة البلدين على دعمها وتعزيزها لتشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين، كما قام الملك خالد بن عبدالعزيز «يرحمه الله» بزيارتين إلى فرنسا، الأولى كانت في عام 1398، والثانية في عام 1401 وكذلك قيام الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله» بزيارتين لفرنسا عندما كان وليا للعهد في 1395، و1401، فيما يعتبر الرئيس الفرنسي الراحل فاليرى جيسكار ديستان أول رئيس فرنسي يزور المملكة في عام 1397، وقام بزيارتين مماثلتين للمملكة في العامين 1400، 1401، كما قام الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله» بزيارتين رسميتين في عامي 1404، 1407، وفي عام 1405 قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز «رحمه الله» عندما كان وليا للعهد، بزيارتين لفرنسا في عامي 1405، 1419. وفي عام 1411 قام الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران بزيارة رسمية للمملكة.
وتعد زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للمملكة عام 1417، خطوة أخرى على طريق ترسيخ العلاقات وتوطيدها بين البلدين، ولحقتها زيارتان قام بهما للمملكة عامي 1422، 1427. وفي عام 1429، قام الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بزيارة للمملكة العربية السعودية جرى خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات، وفي عام 1986، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «أمير منطقة الرياض آنذاك»، والرئيس الفرنسي جاك شيراك، معرض المملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم، الذي نظم في باريس في إطار العلاقات الثقافية التي تربط بين البلدين، وزاره مئات الآلاف من الفرنسيين والمقيمين، وتعرفوا من خلاله على ماضي المملكة العربية السعودية وتقاليدها وقيمها الدينية والحضارية ونموها الحديث ومنجزاتها العملاقة، كما قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حين كان أميرا لمنطقة الرياض» في 1997/4/29، بزيارة لفرنسا التقى خلالها الرئيس جاك شيراك، ووقع مع عمدة باريس جان لييري في باريس ميثاق تعاون وصداقة بين مدينتي الرياض وباريس، والتقى عددا من كبار المسؤولين الفرنسيين، وفي ذي القعدة 1435، قام الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد وزيرا للدفاع بزيارة رسمية للجمهورية الفرنسية تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
تعاون وثيق مبني على الثقة والمصالح المشتركة
في 16 رجب 1436، قام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة للمملكة العربية السعودية حضر خلالها افتتاح أعمال الاجتماع التشاوري الخامس عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في الرياض، حيث يدعى للمرة الأولى رئيس دولة أجنبية لحضوره، وفي أبريل 2018م استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية في قصر الإليزيه، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خلال زيارته لفرنسا.
وفي 29 ربيع الآخر 1443هـ، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر السلام في محافظة جدة، وعقدا جلسة مباحثات رسمية استعرضا خلالها العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات، وأكدا أهمية تعزيز العمل المشترك والدفع بالعلاقات الثنائية إلى مزيد من التعاون الوثيق المبني على الثقة والمصالح المشتركة، بما يأخذ بالشراكة الإستراتيجية بين البلدين إلى آفاق جديدة واعدة.
فرص استثمارية في قطاعي التعدين والسياحة
في يونيو 2022م، شارك اتحاد الغرف السعودية ممثلاً في مجلس الأعمال السعودي الفرنسي بلقاءٍ نظمه اتحاد أرباب العمل الفرنسي «الميديف» عن الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين بالمملكة، بحضور ممثلين من وزارة الصناعة والثروة المعدنية ووزارة الاستثمار وعدد من الشركات السعودية والفرنسية العاملة في مجال التعدين، وجاء التركيز على قطاع التعدين بالمملكة كأحد أهم ركائز الصناعة السعودية، ومستهدفات رؤية المملكة 2030 لتعظيم أثره على الناتج المحلي الإجمالي ومشاركته في المحتوى المحلي والميزان التجاري وتحقيق استدامته وتحسين الممكنات التشريعية والاستثمارية.
واستعرض اللقاء فرص الاستثمار المتاحة للشركات الفرنسية في مجال التعدين بالمملكة، وما تم بذله من جهود خلال السنوات الماضية لتعزيز قطاع التعدين والتعريف بمقوماته ومقدراته وجذب المستثمرين الأجانب إليه وتحسين بيئة الأعمال بالقطاع، وذلك عبر الجهات المختصة ذات الصلة وعلى رأسها وزارة الصناعة والثروة المعدنية ووزارة الاستثمار، ونقل الجانب الفرنسي رغبة المستثمرين الفرنسيين للدخول في استثمارات قطاع التعدين السعودي وتأكيده على أن هذه المشاركة ستحقق قيمة مضافة للقطاع من خلال نقل وتوطين الخبرات الفرنسية الرائدة وفي 4 ديسمبر 2021م وقّعت المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا، اتفاقية لتعزيز التعاون السياحي بين البلدين، وذلك على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة.
اتفاقية مشروع مشترك في الطيران العسكري
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في قصر اليمامة بالرياض، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فيما اجتمع يوم 9 ربيع الآخر 1437 في قصر اليمامة مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وفي 4 ديسمبر 2021م أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية SAMI، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، خلال ورش عمل على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة، عن توقيع اتفاقية مشروع مشترك مع إيرباص في مجال الطيران العسكري، إضافة إلى مشروع مشترك مع مجموعة فيجياك أيرو FIGEAC AÉRO الفرنسية، والشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية «دُسر» وتأسيس شركة «سامي فيجياك أيرو للتصنيع ذ. م. م.» بهدف بناء منشأة تصنيع عالي الدقة في المملكة العربية السعودية لإنتاج مكونات هياكل الطائرات.
تقارب وجهات النظر السياسية
تبرز الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين والأمنيين في البلدين تقارب وجهات النظر السياسية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري بينهما، ويتمثل التعاون في هذا المجال في التدريب الأمني وتسليح القوات البرية والبحرية والجوية في المملكة، ففي عام 1429 وقّعت المملكة وفرنسا اتفاقية أمنية في مجال قوى الأمن والدفاع، وفي 22 فبراير 2015 التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في أبوظبي بوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريا، على هامش انعقاد معرض ومؤتمر الدفاع الدولي الثاني عشر آيدكس 2015، وفي يوم 23 جمادى الآخرة 1436 التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في الرياض، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والوفد المرافق له، فيما التقى في يوم 16 رجب 1436 في قصر الدرعية للمؤتمرات في الرياض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاندو، وفي 7 رمضان 1436 اجتمع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في العاصمة الفرنسية مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وفي اليوم ذاته رأس سموه المشرف على اللجنة التنسيقية الدائمة السعودية - الفرنسية اجتماع اللجنة الأول بالعاصمة الفرنسية باريس، فيما رأس الجانب الفرنسي وزير الشؤون الخارجية لوران فابيوس، كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 7 رمضان 1436 الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية، وفي اليوم ذاته شهد الرئيس فرانسوا هولاند، والأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات بين المملكة وفرنسا، وفي 8 رمضان 1436 اجتمع سموه، في العاصمة الفرنسية باريس مع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، كما استقبل في 21 ذي الحجة 1436 في جدة، السفير الفرنسي لدى المملكة براتران بزنسنو، وفي 28 ذي الحجة 1436 استقبل سموه في الرياض وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان، وعقدا اجتماعا موسعا بحثا خلاله أوجه التعاون بين البلدين، خاصة في الجانب الدفاعي.
«روائع آثار المملكة» في متحف اللوفر
تربط المملكة وفرنسا علاقات مميزة في المجال الثقافي، وشهد شهر شعبان عام 1431 افتتاح معرض «روائع آثار المملكة» في متحف اللوفر الذي استمر شهرين. كما أقيمت في جمادى الأولى 1433 فعاليات الأيام الثقافية السعودية في مقر اليونيسكو بباريس التي تحكي سيرة المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يدي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- والنهضة الثقافية والعلمية التي تطورت في المملكة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، كما افتتح الرئيس الفرنسي «آنذاك» فرنسوا هولاند معرض «الحج إلى مكة» الذي أُقيم في عام 2014م بتنظيمٍ من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومعهد العالم العربي في باريس، ولقي إشادة كبيرة في الأوساط الفرنسية والأوروبية.