تأثيرات نفسية وأوضح أن هذا العالم الجديد يجعله يوجد لنفسه أصدقاء افتراضيين، وتابع: هنا يسعى إلى البحث عن ضالته من خلال التعرف على الثقافات المتنوعة والمختلفة الأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقضي معظم أوقاته أمام تلك الوسائل حتى يتأرجح استقراره النفسي والجسمي ما بين كسل وخمول وانطواء، وما بين قلق وتوتر وضغط نفسي، وبالتالي تتراجع فرصه في التفاعل الاجتماعي والنمو الانفعالي الصحي، بالإضافة إلى تعرضه للتأثيرات النفسية السلبية الأخرى المتعددة، والأمثلة في هذا الصدد كثيرة، منها تغيير العادات والتقاليد التي تشكل الروابط بين الأجيال المختلفة في أي مجتمع، وذلك لضمان استمراره، ما يعني أن ما يتعلمه الأبناء من مبادئ وقيم وأخلاق عبر التنشئة الأسرية غالبا لا يتوافق مع ما يحصلون عليه من معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وهذا أساس عدم الاستقرار النفسي وتطور العدائية غالبا بل وتجذرها في الشخصية، فيحدث ما يسمى «التذبذب في المعرفة» لأن ما تم تعلمه من الأسرة يتناقض تماما مع ما يتم تعلمه في وسائل التكنولوجيا، وهذا يعني أن هناك قيما دخيلة على الفرد والمجتمع، وحتما هذه القيم ستؤثر على التفكير والسلوك الإنساني، وستكون نتيجتها الطبيعية هي العدوانية السببية التي تؤدي إلى التمرد والتفكك والانحلال القيمي والأخلاقي.
الاستقرار الإنسانيوأشار إلى أن الدراسات النفسية والاجتماعية الحديثة أثبتت أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير مباشر وغير مباشر على الصحة النفسية، ما يؤثر على الاستقرار الإنساني ذهنيا ونفسيا وسلوكيا، وهذا يعني أن سكان العالم يتأثرون نفسيا لأنهم يستخدمون التقنية الحديثة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والوسائل التكنولوجية التي أصبحت المحور الرئيس للعلاقات الاجتماعية، سواء الطبيعية منها أو غير الطبيعية، إذ يصل معدل المستخدمين إلى نحو 40 % من الجنسين في كل الفئات العمرية، وذلك إما للاستفادة المعرفية أو لإثبات الذات والتمركز حولها، ما ينتج العدوانية الظاهرة أو العدائية المبطنة تجاه كل رأي مخالف لرأيه، لأن الفرد يقضي معظم وقته وفي المتوسط بمعدل ساعتين يوميا في تصفح هذه المواقع والتفاعل معها بشكل سلبي غالبا، فما بالك بالمضطربين نفسيا والمنحرفين سلوكيا الذين يجاهرون بالانحراف والجريمة ونشر الشائعات والأكاذيب لتغطية عقدهم النفسية؟
مشاركات عدائية وقال إن الاستقرار النفسي من عدمه يتحكم في المخزون المعرفي المتداول عبر تلك الوسائل، ما يقود البعض إلى التضحية بصحته النفسية واستقراره النفسي وهدر وقته الثمين في مسايرة الغث والسمين مما يطرح، خاصة من تفاهات المراهقين من الجنسين عبر كل المراحل العمرية، أي المراهقة المبكرة أو المتوسطة أو المتأخرة، ناهيك عن الاضطرابات والعقد النفسية التي يظهرها البعض عبر مشاركاتهم العدائية السلبية في تلك الوسائل إما بأسماء مستعارة أو انتحال شخصية، وهذا يعني أن وسائل التواصل الاجتماعي قادت معظم الضعفاء للسيكوباتية من خلال التخفي وبث السموم على الآخرين، وأوضحت إحدى الدراسات الاجتماعية الأمريكية أن مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من حدة التوتر لدى المستخدمين أكثر مما تخففها، وتضمنت عينة البحث نحو 1800 شخص من الجنسين، وأظهرت النتائج أن شعور الإناث بالتوتر والقلق والضغوط أكبر من شعور الذكور.
قصور عاطفيوأكد أنه يجب الأخذ في الحسبان أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في حياة الناس، وأنها أصبحت مظلة للمضطربين نفسيا أحيانا من أجل الخروج عن الإطار الديني والثقافي والاجتماعي المقيد غالبا بأنظمة معينة، وهذا يعني أن الاستقرار النفسي متأرجح، إذ ينتاب الفرد كثير من القلق والتوتر حول تنفيسه الانفعالي المبني على المشاركات العدائية السلبية عادة، والتي لا تنتهي بسبب ما يشوبها من ضغوط نفسية واجتماعية مباشرة وغير مباشرة، والعدوانية التي يعكسها الفرد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد بالدرجة الأولى على ما ينقصه من عاطفة، فعندما يعاني قصورا عاطفيا يبحث بطريقة سلبية عن إشباع عاطفته فيقع غالبا في المحظور، وبالتالي يعاني عدم الاستقرار النفسي، وهنا يتساوى كليا من السوي وغير السوي، بحيث إننا إذا افترضنا أن الشخص سوي ولكنه يتنكر ويحتال باسم مستعار، فحتما ستكون مخرجاته سلبية، وأما إذا كان غير سوي، أي مضطربا نفسيا، فإن عقدة النقص قد تكون الدافع الحقيقي وراء بث سمومه عبر الحسابات المستعارة، والتخفي عبرها للتطاول على هذا والتقليل من شأن تلك، وذلك بالتنفيس عن انفعالاته السلبية تجاه الغير.
عقدة النقصواختتم حديثه بالقول: قد يكون المشارك في وسائل التواصل الاجتماعي شخصا مسؤولا وله مكانته الاجتماعية، ولكنه يعاني عقدة النقص، فيظهر بحسابين مختلفين أحدهما يمثل ذاته وشخصه وفيه يظهر العقلانية، والثاني لا يمثل ذاته الحقيقية ويتخفى من خلاله فيظهر فيه اللاعقلانية، فإن الإنسان يمر في حياته بعدة منعطفات وهي عبارة عن تحديات وصعوبات وعقبات، سواء كانت ذاتية داخلية أو اجتماعية خارجية، وينقسم فيها الإنسان إلى 3 أقسام، إما تحد ومواجهة، أو انهزامية وهروب، أو جمود وسكون، والحقيقة أن الأقسام الثلاثة فيها الإيجابي والسلبي، وتتوقف على استخدام العقل ونضج الانفعالات.
العالم الافتراضي يبعد الفرد عن محيطه الاجتماعي لكنه يشعره بالأمان الوقتي
أحدث اكتشاف العلماء وسائل التقنية والتواصل الاجتماعي ثورة مجتمعية عالمية لدى كل البشر بجميع أطيافهم وفئاتهم العمرية، وهذا الاكتشاف سهل عليهم طريقة تناقل الأخبار والمعلومات وتداولها بشكل سريع، وهي نتيجة حتمية لتلك الثورة التكنولوجية ونقلة نوعية مميزة عملت على تقريب المسافات بين الأفراد والشعوب في كل أنحاء العالم، لكن لكل عامل إيجابي جوانب سلبية، وهذا يتضح لنا جليا في غير المستقرين نفسيا وأصحاب الشخصيات المضطربة والعدوانيين ممن يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه آرائهم السلبية وسلوكهم الانحرافي والإجرامي نحو الأفراد أو الشعوب أو الدول بدعوى الاستقلالية وحرية الرأي.
عقدة النقص قد تكون الدافع الحقيقي وراء بث السموم عبر الحسابات المستعارة
المواقع قادت معظم الضعفاء للسيكوباتية من خلال التخفي وإيذاء الآخرين معنويا