وأعلنت وزارة الصحة رصد حالة إصابة بمرض «جدري القرود» لشخص عائد من خارج المملكة، وذلك في مدينة الرياض، مطمئنةً الجميع بأن الحالة تخضع للرعاية الطبية وفق الإجراءات الصحية المعتمدة، بالإضافة إلى ذلك جرى حصر جميع المخالطين، ولم تظهر أعراض على أي منهم ولله الحمد.
وأكدت الوزارة استمرارها بأعمال الرصد والمتابعة لمستجدات مرض «جدري القرود» والإعلان بكل شفافية عن أي حالات يتم رصدها، مشيرة إلى جاهزيتها وقدرتها على التعامل مع أي تطور للمرض.
خطة وقائية وعلاجية متكاملة
قالت استشاري الأمراض المعدية في الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية في وزارة الصحة د. سناء الرحيلي: إن قدرة المملكة على رصد واكتشاف حالات الاشتباه بـ«جدري القرود» ومكافحة العدوى كبيرة، وإن وزارة الصحة لديها الجاهزية التامة للرصد والتقصي والتعامل مع مثل هذه الحالات، في حال ظهورها، إضافة إلى وجود خطة وقائية وعلاجية متكاملة للتعامل معها.
وأوضحت أن الحالة المصابة، التي تم اكتشافها، تم عزلها منذ البداية، وتخضع للرعاية الطبية وفق الإجراءات الصحية المعتمدة، إضافةً إلى حصر وتقصي المخالطين للمريض، مضيفة: يأتي ذلك ضمن الإجراءات الصحية المحكمة، التي اتخذتها وزارة الصحة، التي تسهم بشكل كبير في الحد من انتشار العدوى والسيطرة عليه.
وبيّنت أن انتقال المرض بين البشر محدود جدًا، ويكون عبر الاتصال والمخالطة الوثيقة بالمصاب، وبالتالي إمكانية أن يحصل أي تفشٍ جرائه، حتى بالدول التي تم رصد حالات بها، هي احتمالات ضئيلة.
وللوقاية من الإصابة، خاصة خلال السفر، نصحت بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، والتزام ارتداء الكمامة، وتعقيم الأيدي بشكل مستمر، وفي حال ظهور طفح جلدي بعد الإصابة بارتفاع درجة الحرارة، ينصح بالعزل ومراجعة المستشفى.
اتخاذ وسائل الحماية اللازمة
قال استشاري الأمراض المعدية د. عليان آل عليان: إنه تزامنا مع إعلان وزارة الصحة، رصد حالة إصابة بمرض «جدري القرود» لشخص قادم من خارج المملكة، سيبدأ العمل على اتخاذ وسائل الحماية اللازمة؛ للحماية من انتشار هذا الوباء، ابتداء من وعي المواطن والمجتمع، واتخاذ الاحتياطات الوقائية، ومحاولة عدم مخالطة أي حالة تظهر عليها الأعراض، خاصةً في ظل الظروف الراهنة، من بعد إلغاء القيود الاحترازية اللازمة بعد جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
وأشار إلى أن احتمالية انتشار هذا الفيروس بين المواطنين والمقيمين ممكنة، خاصةً بعد اكتشاف أول حالة، وبالإمكان أن ينتقل بين البشر من خلال الاختلاط المباشر، والرذاذ التنفسي الكبير، أو سوائل جسدية، أو آفات على الجلد، موضحًا أن الوزارة اتبعت السلوكيات الصحية والإرشادات التوعوية، التي تصدر عنها وعن هيئة الصحة العامة «وقاية».
الاختلاط المباشر مع المصاب أكبر سبب لانتقال الفيروس
أكدت استشاري الأمراض المعدية رئيس لجنة مكافحة العدوى بالمدينة الطبية بجامعة الملك خالد بأبها، د. زينب النجيمي أن مرض «جدري القرود» ليس وباءً جديدًا، وأنه تم التعرف عليه من منتصف القرن المنصرم، ثم سُجلت حالات لهذا الفيروس في أفريقيا، تلاها تفشٍ في سنوات مختلفة ومناطق خارج أفريقيا.
وتابعت: مع اللقاحات المضادة للجدري «smallpox»، لُوحظ تراجع هذا الفيروس، وهو فيروس حيواني المنشأ، وينتمي لفصيلة فيروسات الجدري، ومع تسجيل السعودية لأول حالة «جدري القرود» منذ إعلان تفشيه خلال الشهرين الماضيين، يجب على الجميع التيقظ، ومعرفة أعراض المرض حتى يتسنى لهم التوجه لأقرب منشأة صحية عند ظهور الأعراض، وعزل أنفسهم، والإفصاح عن المخالطين حفاظًا على سلامة الجميع.
وأكملت أن المرض معدٍ، وأن الاختلاط المباشر مع المصاب أكبر سبب لانتقال العدوى، سواء من الاحتكاك المباشر بالمريض، عن طريق الجلد أو الدم أو إفرازات الجسم، وكذلك مستلزمات المصاب، أو التواجد في مكان المريض، خاصةً أنه ينتقل بالرذاذ التنفسي كذلك.
وأضافت: نظرًا لفترة حضانة الفيروس، التي تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، فالأشخاص المخالطون لا تظهر عليهم الأعراض مباشرة، ويتوجب عليهم الالتزام بإجراءات وزارة الصحة، ورصد الأعراض في حال ظهورها.
واستطردت: أن الأعراض تشتد بناء على الحالة الصحية للمريض، وكذلك عمره، وأن الحالات الشديدة تظهر في الأطفال، وتصل نسبة الوفاة بسببه لأقل من 10 %.
وبالنسبة لأهم الاحتياطات اللازمة للوقاية من هذا المرض، أكدت أهمية نشر الوعي، وتثقيف المجتمع بالمرض وأعراضه، وبجميع التدابير الوقائية، التي اتخذتها وزارة الصحة؛ للحد من انتشار هذا المرض.
تجنب المخالطين وارتداء الكمامات أبرز طرق الوقاية
أشارت استشاري الأمراض المعدية د. حوراء البيات إلى أن «جدري القرود» فيروس ذات حمض نووي مزدوج، وتنقسم فترة العدوى إلى قسمين، الأولى فترة الغزو، التي تمتد بين صفر إلى خمسة أيام، وتظهر فيها أعراض الحمى والصداع وتورم الغدد اللمفاوية، والثانية فترة ظهور الطفح الجلدي من يوم إلى 3 أيام من ظهور الحمى، ويتركز في الوجه والأطراف «باطن القدم واليد».
وأوضحت أن الأعراض عادة تزول ما بين أسبوعين حتى 4 أسابيع، وتمتد فترة الحضانة من أسبوع لـ 14 يومًا، وقد تصل إلى 21 يومًا، مؤكدةً أنه لا توجد أي خطورة لانتشاره بين المواطنين والمقيمين، وأنه لا داعي للذعر، خاصةً أنه تم عزل الحالة المرصودة، وستتم متابعة المخالطين.
ولفتت إلى أن كل المنشآت الصحية لديها البروتوكول للتعامل مع أي حالة اشتباه، وأن الفيروس ليس سريع الانتشار، وأن الاحتياطات اللازمة للوقاية من العدوى تشمل تجنب مخالطة المصابين، وارتداء القفازات والكمامات لمَن يباشر المصاب، وتعقيم اليدين سواء بالصابون والماء أو بالمعقم، وتجنب ملامسة الحيوانات المصابة.