وللجزيرة الصغيرة، التي تقع على بُعد 140 كيلو مترًا تقريبًا إلى الجنوب من ميناء أوديسا الأوكراني، أهمية إستراتيجية؛ لأنها تستخدم في تأمين الممرات البحرية، وتخلت روسيا عنها في نهاية يونيو، فيما قالت: إنها بادرة حسن نية، وهو ما شكّل نصرًا لأوكرانيا كانت كييف تأمل في أن يساعد على تخفيف حصار موسكو على موانئها.
جزيرة الأفعى
وأظهرت صور نشرتها وزارة الداخلية الأوكرانية، أمس الخميس، ثلاثة جنود أوكرانيين يرفعون العلم ذا اللونين الأزرق والأصفر على رقعة على جزيرة الأفعى بجوار بقايا مبنى مهدم.
وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن عددًا من الجنود الأوكرانيين وصلوا إلى الجزيرة قبل الفجر والتقطوا صورًا مع العلم.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف: «إن طائرة شنت على الفور ضربة بصواريخ فائقة الدقة على جزيرة الأفعى أسفرت عن القضاء على عدد من العسكريين الأوكرانيين».
في هذه الأثناء، واصلت القوات الروسية في شرق أوكرانيا الضغط على القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على الخط بطول الحدود الشمالية لمنطقة دونيتسك، في وضع استعداد لهجوم جديد متوقع عليها.
بعد الاستيلاء على مدينة ليسيتشانسك، يوم الأحد، وتعزيز سيطرتها الكاملة على منطقة لوجانسك الأوكرانية، لم تخف موسكو عزمها الاستيلاء على أجزاء من منطقة دونيتسك المجاورة التي لم تفرض سيطرتها عليها بعد، ولا تزال كييف تسيطر على بعض المدن الكبيرة.
شكوى حاكم
وكتب حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، الذي اشتكى من قصف روسي مكثف في الأيام الأخيرة، على تطبيق «تيليجرام»: إن الروس قتلوا سبعة مدنيين في المنطقة خلال 24 ساعة ماضية.
ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق مما كتبه حاكم دونيتسك، فيما تقول وزارة الدفاع الروسية: إنها لا تستهدف المدنيين وتستخدم أسلحة عالية الدقة للقضاء على التهديدات العسكرية.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن القوات الروسية تنقل المزيد من الوحدات إلى منطقة لوجانسك لتعزيز سيطرة موسكو هناك.
وبدأ بوتين الحرب في 24 فبراير، واصفًا إياها بأنها «عملية عسكرية خاصة»، لنزع سلاح أوكرانيا، واستئصال شأفة مَن قال: إنهم قوميون خطرون وحماية المتحدثين بالروسية.
وتقول أوكرانيا وحلفاؤها: إن روسيا تشن عملية هدفها الاستيلاء على الأراضي بشكل توسعي أشعل أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.