فكل فنان يقدّم برؤيته إضافة وتصورا، خيالاً وتخيلاً، يطبّق بدوره فكرة التنقل والتحول عبر كل تفصيل مكاني لربط أواصر التواصل مع الفنانين في كل منطقة بما يفرض جماليات كثيفة تعبّر عن خصوصيات الأمكنة واختلافاتها مع دعم العرض أيضا بتفاصيل تشاركية بين الفنانين وتعاون فني وجمالي على مستوى الأسلوب والتقنية والخامة والفكرة والتعبير عنها، وما يلفت في المعرض مشاركة أعمال الفنانين الرواد «عبدالحليم رضوي -رحمه الله-، صفية بن زقر، عبدالرحمن السليمان» والعديد من الأسماء اللامعة المحلية والدولية.
إن ربط الفن بالمكان له إضافة جمالية تطغى على العلاقة بين كل عناصر المنجز الفني، ولها دورها في اندماج المتلقي وتشكيل حوارية مشهدية حسية وذهنية بينه وبين الفنان ما يجعل لغة الفن ممتدة ومتواصلة وقريبة ولافتة حسيا وفكريا وهو ما أدركه مركز «إثراء» بالتعاون الثقافي بين بقية المؤسسات، خاصة أن تصورات المكان ليست جامدة، بل مؤثرة بشكل كثيف على عدة مستويات، فالأماكن لها أثرها العميق على كل إنسان، وتحفّز ذاكرته واسترجاعه المندمج مع الحنين، وهو ما يفكّك بذلك الحنين مشاعر جديدة ومختلفة لها أثرها التعبيري على المنجز الفني.
إن اهتمام «إثراء» بهذا المعرض يحمل شغف التواصل الحقيقي في المنطقة الشرقية، وتقريب التعاون بين المؤسسات من أجل تعميم المبادرات والبرامج والأنشطة، التي ترتقي بالثقافة الوطنية وخلق الحيوية، التي تليق بعمقها القادر على خلق مجال وعي أكبر وتماس حقيقي بين كل مناطق المملكة ولدى المتابعين والفنانين والمثقفين، خصوصا بدمج الفنون وتقريبها والانفتاح على المؤسسات الثقافية في المملكة والتعريف بأنشطتها وتحفيز فكرة التسويق للفنون الحديثة والمعاصرة.
@yousifalharbi