يقول في قصيدة اسمحي لي يالغرام إنه (طفل) تحدر مدمعه.
وفي قصيدة (اختلفا) يصبغ الطفولة على النبض. يكرر صفة الطفولة مرتين. هناك كان طفلا يبكي وهنا النبض هو الطفل هذه المرة. يتمتع بصفتين: الحنان والتسامح، وكأنه كائن حي. «ونبضنا (طفل) حنون
لو تزاعلنا يسامح».
••• يضعنا الأمير نواف في مواجهة «شبة» النار وبرفقتها الهيل، وكأنه يشكِّلُ في أذهاننا صورة الخيمة -دون أن يذكرها- والنار والهيل.
هاهو الشوق يعود مرة أخرى في القصيدة، التي أسميها قصيدة (التساؤلات). يسأل: «خير إن شاء الله؟» في حالة تعجب ساخنة. يكررها أكثر من مرة. يستفهم أيضا مالذي «زعَّلَ» الحبيب ومالذي غيره؟!
«خير إن شاء الله.. وش اللي زعلك مني
خير إن شاء الله.. وش اللي غيرك عني
ترى ماجابني إلا أنت.. وشوقي يا أقرب الخلان
أنا والله ابد ماخنت.. ولا فكرت بالنسيان
وإذا تقوى أنا مقوى.. ترى الدنيا ولا تسوى
وخـير إن شاء الله».
••• يعود الشوق في شعر (أسير الشوق).
وقد لقب نفسه بأسير الشوق، وصدق في ذلك، فمفردة الشوق ومرادفاتها تراها في زوايا كثيرة من شعره:
«وشوقي يا أقرب الخلان»
مشحون هذا الشاعر بالشوق ومملوء بالاستفهامات يبعثرها هنا وهناك ويجعلنا نجيب عنها في المخيلة.
••• وتجيء «مهما يقولون» لتعلن سَفَرا آخر موطنه السواحل والموانئ:
«مهما يقولون مهما صار مهما تم.. أنت البدايات وآخر ساحل ومينا».
يظل الحبيب هو البداية والآخر (مهما تم) في ملمح فاتن يؤكد فيه الشاعر أن الحبيبة هي (كل شيء).
«من هرجة الناس للعذال لا تهتم.. لو هم يحسون فينا ما حكوا فينا»
يطالب بألا يتم الانتباه إلى «هرج» الناس لأنهم لو يشعرون بهم لما حكوا فيهم.
«ما عقب شرب الصبر والمر والعلقم
شي على طاري الفرقا يودينا».. ثم حانت ساعة الصبر والمرارة والعلقم.
وما أقساها من ساعات أن يجتمعوا في مكان واحد.
••• وهنا... يتفنن:
«تفنن في طروق الحب».
ويطلب من الحبيب أن يذهب به شرقا... غربا... مهما كان من رقعة ليصبح معه حيث غرابيل ودوخات الهوى التي يحبها، و(يا زينها) ويعشق مشوارها (مع) الحبيب:
«تفنن في طروق الحب شرقني وغربني.. معك يا زين دوخات الهوى ويا حلو مشواره»
••• الحكي من الحبيب هو في سمع المحب كتغريد العصافير.
أما «السواليف» فهي مطر العمر في مطلب من الشاعر ليحكي حتى يشتعل الطرب:
«وغرد في سما سمعي أبي تحكي وتطربني».
أما «السواليف»، فهي تتبلل بالمطر الكثيف، الذي يساوي العمر كله، وبعد الشتاء والمطر، يأتي الربيع وهو ضحكة أزهاره (ربيع)، وهنا تنقلٌ بين الشتاء مصحوب بالمطر، والربيع بأزهاره:
«سواليفك مطر عمري.. ربيعي ضحكة أزهاره».
هذه الفصول تتواءم مع حبيبه (يابعد كلي)... ما أروعها من عبارة.
وكذلك صدق: كله وليس بعضه، وأخيرا (تعجبني) كلك بالغياب والصد، وحتى بالتلويع، وكل هذه الآلام تأتي بالتكرار.
«حبيبي يا بعد كلي وكلك صدق تعجبني.. بغيباتك وصداتك وتلويعك وتكراره».
••• نهاية
مرحى بالمرارة والصد والتلويع إذا كانت تصنع لنا شعرا مذهلا!
@karimalfaleh