DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الصين: أمريكا تصب الزيت على «حرب أوكرانيا»

روسيا ترفض توسع «ناتو»: «ببساطة.. لن نغض الطرف»

الصين: أمريكا تصب الزيت على «حرب أوكرانيا»
الصين: أمريكا تصب الزيت على «حرب أوكرانيا»
سكان محليون يمشون بالقرب من مبنى تضرر في مدينة ماريوبول الساحلية (رويترز)
الصين: أمريكا تصب الزيت على «حرب أوكرانيا»
سكان محليون يمشون بالقرب من مبنى تضرر في مدينة ماريوبول الساحلية (رويترز)
لفتت الصين إلى أن الصواريخ الباليستية في أوكرانيا ستصل موسكو في سبع أو ثماني دقائق، مشددًا على أن هذا بمثابة توجيه المدفع إلى باب البيت، بينما اتهمت الولايات المتحدة بأنها مصدر المشاكل الأول بالعالم وساعدت في إشعال حرب أوكرانيا بـ«صب النار على الزيت».
وقال السفير الصيني لدى فرنسا لي شاي، في مداخلة في جامعة «جيوبوليتيك» بحضور مثقفين وأعضاء من السفارة الروسية إنه «إذا تم نشر الصواريخ الباليستية في أوكرانيا، فسوف تصل إلى موسكو في سبع أو ثماني دقائق، وإذا كان الصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، فلن يستغرق سوى أربع أو خمس دقائق، وهذا بمثابة توجيه المدفع إلى باب البيت لشخص ما، بالنسبة لروسيا توسع الناتو شرقًا هو الآن يمس مصلحة حيوية بالمعنى الحرفي».
وأشار إلى أن «كل صراع جيوسياسي لديه سياق تاريخي معقد، والبحث عن أمن بلد على حساب انعدام الأمن بالنسبة للآخرين يؤدي لا محالة إلى الصراع».
الحرب الباردة
ونقل السفير شاي عن خبراء قولهم: «إن السبب الجذري للصراع هو أن الولايات المتحدة، مشبعة بعقلية الحرب الباردة، دفعت بخمس توسعات متتالية للناتو شرقا، وشجعت أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، على الرغم من معارضة فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، الأمر الذي يقلل بدرجة كبيرة من مجال أمن روسيا».
ويستشهد السفير الصيني في هذا السياق بالعالم الجيوسياسي الفرنسي بيير إيمانويل تومان، الذي يرى أن «الولايات المتحدة تريد خلق عالم أحادي القطب وهي تحاول تأجيج الوضع في أوكرانيا من أجل إطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة لإضعاف روسيا وأنا أتفق معه على أن الحرب الروسية الأوكرانية هي بالأحرى (نبوءة تحقق ذاتها) للولايات المتحدة».
واستعرض لي شاي سلوك واشنطن قبل وبعد الأزمة اندلاع الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه «في أواخر 2021، عندما بدأت التوترات بين روسيا وأوكرانيا تتزايد بوتيرة متسارعة، على عكس أوروبا التي سعت لإخماد الحريق، فجَّرت الولايات المتحدة النار، برد سلبي على طلب ضمانات الأمن الروسية، والمبالغة في التهديد بالحرب ودفع حلف شمال الأطلسي لزيادة عدد القوات في أوروبا الشرقية. حتى أن البعض يظن أن الولايات المتحدة حاولت (إغراء) روسيا على شن الحرب».
ورأى السفير الصيني أن الولايات المتحدة بعد تفجّر الأزمة سارعت إلى «صب الزيت على النار وهي تشارك أكثر في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، ما أدى إلى تصعيد التوتر، الولايات المتحدة تدعي الدفاع عن السلام، لكن ما يريدونه هو استخدام النزاع الروسي الأوكراني من أجل مصالحهم الخاصة والحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة، وقد أظهرت الأزمة الأوكرانية مرة أخرى أن هيمنة الولايات المتحدة هي (المفجر) الرئيسي للحروب وأكبر (مصدر مشاكل) في العالم».
نازحة تتلقى مساعدات غذائية في «دنيبرو» ثالث أكبر مدن أوكرانيا (رويترز)

أوهام الغرب
من جهتها، قالت روسيا، أمس الإثنين: إنه يتعيّن على الغرب ألا تكون لديه أي أوهام عن أن موسكو قد تغض الطرف ببساطة عن توسع حلف شمال الأطلسي في منطقة شمال أوروبا ليشمل السويد وفنلندا ووصفت الخطوة بأنها خطأ سيؤجج التوتر العسكري.
وكرَّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا أن توسع حلف شمال الأطلسي شرقا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي صوب الحدود الروسية من أسباب العملية العسكرية على أوكرانيا.
لكن الحرب تسببت في أحد أكبر التغييرات في البنية الأمنية الأوروبية منذ عقود ودفعت السويد وفنلندا للإقدام على خطوة الانضمام لحلف شمال الأطلسي التي لم تكن مطروحة من قبل، وتشترك فنلندا مع روسيا في حدود طولها نحو 1300 كيلو متر.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله: «لا يجب أن يكون لديهم أي أوهام عن أننا سنغض الطرف عن ذلك ببساطة، ولا يجب أن تفعل ذلك بروكسل ولا واشنطن ولا باقي عواصم دول حلف شمال الأطلسي».
وقال ريابكوف، الذي قاد محادثات مع الولايات المتحدة بشأن مقترح روسي لوقف توسع حلف شمال الأطلسي صوب الشرق: إن قرار هلسنكي وستوكهولم الانضمام للحلف قرار خاطئ.
وتابع قائلا: «المستوى العام للتوتر العسكري سيرتفع، والقدرة على التوقع في مثل تلك الأجواء ستقل، ومن المؤسف أن المنطق السليم يتم التضحية به مقابل افتراضات وهمية عما يجب فعله في هذا الموقف الآخذ في التكشف».
وفي السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أنه لن يتم تعزيز الأمن في السويد وفنلندا بعد الانضمام إلى الناتو.
وأعلنت فنلندا والسويد عن إمكانية تخليهما عن وضع الحياد، الذي دام لسنوات، والانضمام لحلف الناتو، على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة التي تنفذها موسكو في أوكرانيا.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، في وقت سابق: إن انضمام الدولتين إلى الحلف سيكون موضع ترحيب، مشيرًا إلى أن عملية انضمام هلسنكي وستوكهولم ستكون سلسة وسريعة.
رئيسة وزراء السويد تتحدث لوسائل الإعلام قبل جلسة تناقش عضوية بلادها بـ«ناتو» (رويترز)

الهدف المنشود
وعلى الصعيد التكتيكي على الأرض، مع تواصل القصف الروسي على مدن شرق أوكرانيا، قال جيش كييف: إن هناك ضربة صاروخية روسية وقعت بالقرب من مدينة أوديسا الأوكرانية الساحلية؛ مما أدى إلى تدمير مكان مخصص لإقامة السائحين وإصابة ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص.
وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية: إن الهدف المنشود كان جسرًا فوق نهر دنيستر، وكان قد لحقت به أضرار في هجوم سابق.
واندلع حريق في موقع الضربة الصاروخية التي تم توجيهها، أمس الإثنين، بالقرب من المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود.
ولم يكن هناك في البداية أي تأكيد من الجانب الروسي.
وذكرت وزارة الدفاع في موسكو في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، أن هناك أكثر من 100 غارة جوية على البنية التحتية العسكرية الأوكرانية تم القيام بها في الليلة الماضية.
كما قالت أوكرانيا، أمس الإثنين: إن قواتها التي تدافع عن خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، صدت القوات الروسية وتقدمت إلى أن وصلت إلى الحدود مع روسيا.
ولم يتسن لـ«رويترز» بعد التحقق من رواية أوكرانيا عن سير المعارك ولم يتضح بعد عدد القوات التي وصلت للحدود الروسية ولا موقعها.
وإذا تأكد ذلك، فسيشير إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد يحقق نجاحًا متزايدًا في صد القوات الروسية في شمال شرق البلاد بعد أن قالت أجهزة عسكرية وأمنية غربية إن هجوم موسكو على منطقة دونباس شرق أوكرانيا تعثر.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في منشور على «فيسبوك»: إن كتيبة من القوات المسلحة الأوكرانية وصلت للحدود مع روسيا، وأضافت «معًا إلى النصر!»
وكتب أوليه سينيجوبوف حاكم منطقة خاركيف على تطبيق «تيليجرام» يقول: إن القوات في الكتيبة 227 أعادت رفع علامة على حدود البلاد.
وأضاف: «نشكر كل من خاطر بحياته ليحرر أوكرانيا من الغزاة الروس».
رئيسة وزراء فنلندا خلال جلسة البرلمان في هلسنكي حول عضوية «ناتو» (رويترز)

عملية الشرق
وتصف موسكو حربها على أوكرانيا بأنها «عملية عسكرية خاصة» لتخليصها من الفاشيين، وهو ما تقول كييف وحلفاؤها الغربيون: إنها ذريعة لا أساس لها لشن حرب غير مبررة.
وتقول موسكو: إن قواتها أسقطت ثلاث طائرات مقاتلة أوكرانية، واحدة منها قرب جزيرة (الثعبان) في البحر الأسود والأخريان في منطقتي ميكولايف وخاركيف، بينما تواصل صواريخها قصف أهداف في شرق البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت طائرتين مقاتلتين من طراز سو-25 قرب تجمّعين سكنيين هما يفينيفكا في منطقة ميكولايف وفيليكا كوميشوفاخا في خاركيف، وأخرى من طراز سو-24 قرب جزيرة سنيك، التي حققت شهرة عالمية في الساعات الأولى من الصراع عندما رفض حرس الحدود الأوكرانيون المتمركزون هناك طلبا لسفينة حربية روسية باستسلامهم.
وبعد قرابة ثلاثة أشهر على إرسال روسيا عشرات آلاف من قواتها إلى أوكرانيا في 24 فبراير، لا تزال قوات روسية وأخرى مدعومة من موسكو تسيطر على منطقة من أوكرانيا بحجم اليونان تقريبا على بحر آزوف والبحر الأسود، وفي شرق أوكرانيا على الحدود.
وتحاول روسيا، التي ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014، الاستيلاء على دونباس.
وقالت الوزارة: إن صواريخ روسية عالية الدقة أصابت موقعين قياديين في منطقة خاركيف، كما أصابت أهدافا أخرى بينها مستودعات أسلحة وأماكن تتركز فيها القوات والمعدات الأوكرانية.
وتابعت: إنها شنت ضربات مماثلة في جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين من جانب واحد والمواليتين لروسيا، كما دمرت طائرات مسيرة.
وتقول روسيا: إن قواتها دمرت منذ بدء العملية العسكرية 168 طائرة و125 طائرة هليكوبتر و889 طائرة مسيرة و307 منظومات صواريخ مضادة للطائرات و3108 دبابات وعربات قتالية مدرعة أخرى.