المراقب للبرامج الرياضية والصحف والمقالات يشاهد أن الساحة الإعلامية الرياضية تحولت لدورات تثقيفية قانونية، فقد دخلت في تفاصيل التفاصيل للمواد والقوانين الرياضية، وقد تغيب عن بعض المحامين المتمرسين، ما أوجد مزجا مهنيا بين المهنية الصحفية والقانونية، بارتكازهما على تفاصيل التفاصيل للوصول للحقيقة وتحقيق أهدافهما بتطبيق الأنظمة والقوانين..
هذا الحراك جعل الجميع فجأة يقومون بدور المحامين، وضلعين في الأنظمة والقوانين، وهذا الأمر أصبح معتادا وطبيعيا في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لكن غير الطبيعي أن يكون تعاطي بعض إدارات الأندية مع هذه القضايا بالشكل المطلوب ما يوحي بأنها لم تحسن اختيار مستشارها القانوني، الإدارة التي أصبحت من أهم الإدارات في النادي، فنحن نعيش في زمن الاحتراف والعقود المليونية والغرامات والعقوبات التي لا تجامل الأندية ولا إداراتها، ولا يعنيها في قراراتها عدد بطولات هذا النادي أو مكانته أو جماهيريته، أو ذاك النادي، فما يحكمها فعلا الأنظمة والقوانين المعتمدة من المرجع الأساسي للاتحادات اللعبة (الفيفا)..
الحراك الذي نعيشه هذه الأيام أوضح لنا جانبا مهما؛ ألا وهو حاجة الوسط الرياضي والإعلام الرياضي لدورات توعوية بالمواد القانونية (لغير المختصين)، وكيفية التعاطي معها، بتعاون اتحاد الإعلام الرياضي والاتحاد السعودي لكرة القدم والهيئة السعودية للمحامين في تنظيم والإشراف على هذه الدورات، ما سيسهم في تجنب الوقوع في الكثير من الأخطاء التي تتحول لقضايا تعج بها المحاكم على الأندية وإدارييها وحتى على بعض الإعلاميين..
ويحاول البعض ربط إخفاق إدارة النصر هذا الموسم مع الفريق الأول برفعها لعدد من القضايا للمحافظة على حقوق النادي (حسب رؤيتهم)، مستندة على الأنظمة والقوانين والأدلة التي تعزز موقفها، ليس من المنطق ولا العقل؛ فمطالبة إدارة النصر بحقوق ناديها حق أصيل لا ينكره إلا جاهل بدور الإدارات وواجباتها، أو ذو حاجة في نفسه، ما يهمنا كرياضيين ومهتمين بالشأن الرياضي هو تطبيق الأنظمة والقوانين ليواصل الدوري السعودي الارتقاء ليصل حيث يجب؛ فوق هام السحب.. وعلى الخير نلتقي.
@alghanim70
