DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأحساء.. مستقبل التنمية والاقتصاد في ظل رؤية ولي العهد

تكتنز بإرث تاريخي وعلمي وثقافي واجتماعي

الأحساء.. مستقبل التنمية والاقتصاد في ظل رؤية ولي العهد
جاء الأمر الملكي الكريم، بالموافقة على إنشاء هيئة تطوير محافظة الأحساء، بناءً على ما رفعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظه الله»، وذلك امتدادًا لجهوده في التنمية المناطقية، وانطلاقًا من عظيم اهتمام القيادة الرشيدة «أيدها الله»، في إحداث التنمية الشاملة بجميع مناطق المملكة دون استثناء، بالارتكاز على نقاط القوة في كل منطقة.
التراث الإنساني
ودخل موقع واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، وذلك في فرع التراث الثقافي، إذ تعتبر الواحة أقدم تاريخ للاستقرار البشري، الذي يرجع إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، وتميزت الأحساء بنشاط زراعي كبير عبر التاريخ، فعرفت أساليب زراعية متنوعة وأنظمة ري متطورة.
المدن المبدعة
ودخلت الأحساء في عام 2015 ضمن شبكة المدن المبدعة في اليونسكو في مجال الحِرَف اليدوية والفنون الشعبية، فيما سجلت الأحساء عاصمة للسياحة العربية لعام 2019.
الواحة الأكبر
وتضم الأحساء، الواقعة شرق المملكة، أكبر واحة في العالم، ويوجد فيها أكثر من 2.5 مليون نخلة في الواحة، وتتغذى من طبقة المياه الجوفية، مما يسمح بالزراعة على مدار السنة وتمتد مساحة الواحة حوالي 85.4 كيلو متر مربع.
مقومات طبيعية
وتزخر الأحساء بالكثير من المقومات الطبيعية والجغرافية والثقافية والبيئية والاقتصادية التي لم تكن مستغلة في السابق بالشكل الكافي والمطلوب، وجاء الآن الدور في تأسيس هيئة تطوير محافظة الأحساء، امتدادًا لقيادة سمو ولي العهد «يحفظه الله» في جهود التنمية المناطقية، بناءً على ما تمتلكه من مقومات، وما تزخر به من فرص وإمكانات، ودعمًا لنموها الاقتصادي وتحويلها إلى عناصر جذب رئيسية للاستثمارات الداخلية والخارجية والفعاليات السياحية العالمية، والأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية.
الواحة الأكبر في العالم بـ «موسوعة غينيس»
سجّلت موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية، الأحساء، كأكبر واحة نخيل في العالم، نظير ما تمتلكه من مكانة ومقومات، إذ تعادل مساحتها ربع مساحة المملكة، وهي مليئة بالمقومات الزراعية الكبيرة، وتكتنز بإرث تاريخي وعلمي وثقافي واجتماعي واقتصادي، جعلها تحقق عددًا من الإنجازات المتتابعة، لما لها من حضور تراثي وسياحي وزراعي على المستويَين الإقليمي والعالمي، ونجاحها في المحافظة عبر آلاف السنين على حضارتها.
ويقدر إنتاج واحة الأحساء السنوي بما يزيد على 120 ألف طن من التمور، وينتشر في الواحة زراعة الفواكه والخضار، جنبًا إلى جنب مع زراعة التمور، والتي تقدر بحوالي 400 ألف شجرة فاكهة، يبلغ إنتاجها السنوي 13 ألف طن، أما المحاصيل الزراعية الأخرى فتستحوذ على ما مساحته 1.800 هكتار.
ومن أصناف التمور الشائعة في واحة الأحساء: «خلاص، شيشي، رزيز»، وأصناف أخرى تتجاوز 35 صنفًا، ومن أبرز أصناف الفواكه والمزروعات «التمر، الليمون، التين، الرز الحساوي، الحلوة الحساوية، السمسم، الورد»، وجميع أنواع الخضراوات وغيرها.
ويعتبر مستقبل الأحساء الزراعي واعدًا، عبر التوسع في زراعة أصناف كثيرة، وإنشاء المدن السياحية والزراعية لتوسيع الرقعة الزراعية والمحافظة عليها.
وتضم الأحساء أكبر بنك أصول وراثي لنخيل التمر في العالم، والذي يحتوي على 3 مجمعات وراثية، لأهم أصناف التمور المحلية والوطنية والدولية، ويضم 115 صنفًا، ويستهدف تكوين قاعدة بيانات لها وتأصيلها والمحافظة عليها ودراستها فسيولوجيًا ومورفولوجيًا.
تضم الأحساء شاطئ العقير، الذي يحوي أقدم ميناء تاريخي في السعودية، الذي ظل لأكثر من عشرة قرون شامخًا على شواطئ الخليج العربي، وأطلق على تسميته العقير أو «العجير» كما يسميه أهالي الأحساء، نسبة إلى قبيلة أجاروا أو عجيروا التي سكنت المنطقة في الألف الأول قبل الميلاد.
واهتم الملك المؤسِّس عبدالعزيز آل سعود «رحمه الله» بميناء العقير؛ لكونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الناشئة، ولكونه الميناء الرئيس في شرقي البلاد، وشهد ميناء العقير أحداثًا سياسية واقتصادية عدة في عهد الملك عبدالعزيز، إذ استخدمه مقرًّا لمقابلة الموفدين البريطانيين، واتخذه مقرًّا للمفاوضات مع الحكومة البريطانية، وشهد الميناء توقيع معاهدة مع «كوكس» التي تعترف فيها بريطانيا بحكم الملك عبدالعزيز للأحساء.
وفي عام 1922 اجتمع الملك المؤسس عبدالعزيز في العقير مع كل من السير بيرسي كوكس، والميجور مور المعتمد السياسي البريطاني في الكويت، ووزير المواصلات والأشغال العراقي صبيح بك ممثلاً عن العراق، وانصب النقاش حول ترسيم حدود نجد مع العراق، والتي استمرت خمسة أيام، وفي اليوم السادس من اللقاءات رسم بيرسي كوكس بالخط الأحمر الحدود على خريطة اعتمدت من قبل الأطراف الثلاثة، وتقرر بناءً عليها إنشاء منطقتين محايدتين الأولى بين الكويت والسعودية والثانية بين العراق والسعودية.
وكان قبل اكتشاف البترول في السعودية هو الميناء الرئيسي للمنطقة الشرقية وجنوب ووسط نجد، ولا تزال بعض الآثار موجودة إلى الآن، وأصبح معلمًا أثريًا، وكان ميناء العقير أهم وسيلة اعتمد عليها الحكام العثمانيون في الاتصال بالسلطة المركزية، لذا فقد أولوه المزيد من العناية والاهتمام.
وعمل الملك عبدالعزيز على تطوير الميناء، فأُنشئت الجمارك والجوازات والفرضة ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج بوزهمول.
ميناء العقير التاريخي.. الأقدم في المملكة
إنتاج 5 ملايين برميل نفط يوميا
تعتبر الأحساء من مناطق المملكة التي تختزن في باطنها ثروات بترولية واسعة، تعتبر من الأكبر والأكثر إنتاجًا في المملكة، ويوجد بها حقل الغوار الذي يعتبر أهم حقل نفطي يبلغ طوله 280 كلم، ويقدر إنتاجه بـ 5 ملايين برميل يوميًا من النفط، بما يعادل 6.25 في المئة من الإنتاج العالمي، فضلاً عن وجود 10 حقول غاز تمثل 76 في المئة من حقول الغاز بالمملكة، إضافة إلى 16 مدينة صناعية قائمة ومعتمدة في الأحساء.
ويقع على أرض الأحساء «حقل الجافورة» الذي اكتشفته أرامكو السعودية في 2014 ويبلغ طول الحقل 170 كلم وعرضه 100 كلم، والذي سيحقق على مدى 22 عاماً من بداية تطويره دخلاً حكومياً صافياً يبلغ 8.6 مليار دولار سنوياً، ويسهم في الناتج المحلي بما يقدر بـ20 مليار دولار سنوياً.
ويعتبر حقل الجافورة من أهم مصادر الإيرادات للوطن الغالي، ويقدر صافي الدخل للحكومة بـ32 ملياراً سنوياً، وستعطى الأولوية في منتجات الحقل للكهرباء وتحلية المياه والصناعة والتعدين، ومن أهم فوائده الوطنية توفير 230 ألف وظيفة خلال عمر المشروع، والمساهمة في خفض حرق الوقود السائل بنسبة 70% في عام 2030م، ويحتوى على نسبة عالية من غاز الإيثان المدخل الأساس في قطاع البتروكيميائيات، ويقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 160 مليون طن.