إذاً المنطق يدعو للموازنة بين دعم الفئتين، بحيث يتحقق للمتأخر ولو أقل درجات النجاح، بينما ينال متفوقهم أعلى درجات الإبداع، وذلك بحرفية عالية، وأمانة متناهية، تجعل الكل راضياً عنهم، وعن اهتمامهم بتفاصيل، تقيهم ملامة اللائمين.
لكن الواقع، للأسف وبحسن نية (أحياناً) قد يدفع البعض لتركيز أكثر دعمهم واهتمامهم بالمتأخرين دراسياً، لانتشالهم من وحل الفشل، على حساب إهمال المتفوق، الذي ينقصه أحياناً مجرد لفتة اهتمام معنوية، أو لحظة تكريم حاسمة، تعزز بقاءه في القمة.
أيام الاختبارات قد يأتيك شقيقان (ناصر وهلال) من بيت واحد، وبظرف قاسٍ واحد، أحدهما (ضعيف والآخر متفوق)، لنجد حينها بعض المدارس (على مستوى العالم) تستنفر ـ بشكل جيد ـ لمساعدة (ناصر) ليتقوى وينجح، وإن كلفهم ذلك كيل الدرجات له كيلاً، بينما حين يحتاج (هلال) لدرجة واحدة فقط، لينافس على مستوى الوزارة، تجدهم يتحدثون عن الأمانة، والأنظمة، والعدالة، رغم أن ظرفيهما واحد.
الكارثة ليست هنا، بل حينما يخالف (ناصر) اللوائح مراراً، تتم معاملته بمبدأ الإطفاء، وحولوه على الموجه الطلابي ليعظه، فربما لديه مشكلة أسرية أو (مادية) وتحتاج حالته لدراسة، لنساعده بدلاً من معاقبته، وهذا وربي لشيء رائع، وقمة في إدارة الأزمات، لكن ما يحز في النفس، حينما يهفو (هلال) فيحولوه مباشرةً للوكيل، ليطبق عليه لائحة السلوك والمواظبة بحذافيرها، دون تنبيهٍ ولا توجيه، بل قد يتحينون يوم إجازته ليعلنوا فيه عقوبته المغلظة، ظناً منهم أنه (تعذيب نفسي) سيمنح هدوءًا للمتأخرين، يقي المدرسة ضجتهم.
ختاماً.. المتأخر، دعمه ليستمر، (أمانة)، ودعم المتفوق ليبقى، ويرفع رأس المنظومة، (عدالة).
توقيعي/
يتوارى القمر ليلة العيد، ليمنح الأرض فرحاً (مؤقتاً)، قبل عودة اكتماله بدراً.
@shumrany