DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كييف.. حرب دبلوماسية جديدة بين موسكو وبرلين

الروس يعلنون هدنة بـ«ماريوبول» ويحذرون أمريكا من إرسال الأسلحة لـ«الأوكران»

كييف.. حرب دبلوماسية جديدة بين موسكو وبرلين
كييف.. حرب دبلوماسية جديدة بين موسكو وبرلين
مدينة ماريوبول التي دمرتها الهجمات الروسية تكاد تكون خالية من السكان (رويترز)
كييف.. حرب دبلوماسية جديدة بين موسكو وبرلين
مدينة ماريوبول التي دمرتها الهجمات الروسية تكاد تكون خالية من السكان (رويترز)
قررت روسيا طرد 40 موظفا ألمانيا يعملون في أراضيها، في إجراء جوابي ردا على خطوة مماثلة اتخذتها برلين في وقت سابق الشهر الجاري، كما أعلنت موسكو أيضا، ومن جانب واحد، هدنة إنسانية لإجلاء المدنيين من مصنع «آزوفستال» في ماريوبول الساحلية التي قدر عددهم بنحو 2500 مقاتل أوكراني ومن جنسيات أخرى كما صرح الكرملين في مناسبات سابقة.
وطالبت روسيا المقاتلين والمرتزقة الأجانب بتسليم أنفسهم، ورفض المدافعون عن ماريوبول ذلك.
وأعلنت وزارة الدفاع في موسكو أن القوات الروسية سوف تنسحب لمسافة آمنة، وتسمح للأشخاص بالمرور في الاتجاه الذي يختارونه.
وكانت الحكومة في كييف قد اشتكت في السابق من أن روسيا منعت الأشخاص من الذهاب إلى المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، ووفقا لبيان، يجب السماح للأشخاص للتوجه إلى روسيا أو إلى المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لها.
إعلان هدنة
وفي وقت لاحق، أعلنت روسيا عن وقف الأعمال القتالية وهدنة مؤقتة أمس الاثنين في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا بغية إجلاء المدنيين الذين قالت حكومة كييف: إنهم موجودون داخل مصنع الصلب «آزوفستال».
وذكر رئيس غرفة العمليات التنسيقية المشتركة بين الوزارات المعنية بالاستجابة الإنسانية في أوكرانيا، رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع التابع لوزارة الدفاع الروسية ميخائيل ميزينتسيف، في بيان له، أن القيادة الروسية تؤكد مرة أخرى استمرار عمل الممر الإنساني الذي لا يزال مفتوحا على مدار الساعة منذ 21 مارس لإجلاء المدنيين (الموظفين والنساء والأطفال) الذين تتحدث حكومة كييف عن وجودهم داخل «آزوفستال» الذي لا يزال آخر معقل للقوات الأوكرانية في المدينة.
وتابع ميزينتسيف: «استرشادا بالمبادئ الإنسانية حصرا، تعلق القوات المسلحة الروسية وقوات جمهورية دونيتسك الشعبية، اعتبارا من الساعة الـ14:00 من 25 أبريل 2022، من جانب واحد كل الأعمال القتالية، وتنسحب وحداتها لمسافة آمنة وستعمل على ضمان خروج فئات المواطنين المذكورة بأي اتجاه يختارونه».
ودعا البيان الجانب الأوكراني إلى تأكيد استعداده لبدء العملية الإنسانية من خلال رفع الأعلام البيضاء على امتداد مساحة «آزوفستال» أو في اتجاهات محددة.
وتابع: «تؤكد روسيا علنا ورسميا غياب أي عوائق لخروج المدنيين من «آزوفستال» ما عدا القرار المبدئي الذي اتخذته سلطات كييف وقادة التشكيلات القومية لمواصلة احتجاز المدنيين كدروع بشرية».
وطلب ميزينتسيف من حكومة كييف، في حال تواجد مدنيين في الواقع داخل مصنع الصلب الضخم، «إصدار أوامر فورا إلى قادة التشكيلات القومية للإفراج عنهم».
وذكر الجنرال أن الجانب الروسي سيبلغ القوات الأوكرانية المحاصرة داخل «آزوفستال» بهذا البيان عبر قنوات إذاعية كل 30 دقيقة، مؤكدا أيضا تسليم هذا البيان إلى حكومة كييف عبر نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك.
طرد دبلوماسيين
إلى ذلك، أكدت الخارجية الروسية في بيان لها أنها استدعت أمس الإثنين سفير برلين لدى موسكو، غيزا أندرياس فون غاير، وأعربت له عن «احتجاجها الشديد على القرار غير الودي بشكل صارخ الذي اتخذته الحكومة الألمانية في الرابع من أبريل لإعلان 40 موظفا في المؤسسات الدبلوماسية الروسية في ألمانيا شخصيات غير مرغوب فيها».
وذكر البيان أن الجانب الروسي خلال الاجتماع أشار إلى تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك التي بررت الإجراء الأخير بـ«ادعاء كاذب عن ممارسة هؤلاء الموظفين أنشطة تستهدف تقويض ح«رية ألمانيا» و«وحدة المجتمع الألماني» وبمزاعم عن تطورات الأحداث في أوكرانيا».
ووصفت الخارجية الروسية تصريحات بيربوك بأنها «غير مقبولة»، مضيفة: «سلمت إلى السفير مذكرة تنص على إعلان 40 موظفا في المؤسسات الدبلوماسية الألمانية في روسيا شخصيات غير مرغوب فيها، ضمن إطار الرد بالمثل على قرار الحكومة الألمانية المذكور».
ويأتي ذلك ضمن جولة جديدة «حرب السفارات»، حيث طردت دول الغرب نحو 300 دبلوماسي روسي منذ إطلاق موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وردت روسيا بالمثل على عدد من هذه الخطوات.
كما ذكرت الخارجية الروسية في بيان: إن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف والسفير الأمريكي في موسكو جون سوليفان ناقشا القضايا الثنائية في اجتماع جرى الاثنين.
وسبق ذلك، تصريح من أناتولي أنطونوف سفير روسيا في واشنطن للتلفزيون الرسمي الروسي قال فيه: إن موسكو حذرت الولايات المتحدة من إرسال المزيد من الأسلحة لأوكرانيا.
وقال أنطونوف في مقابلة مع قناة «روسيا 24» التلفزيونية: «شددنا على عدم قبول هذا الوضع الذي تُغرق فيه الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة وطالبنا بإنهاء ذلك».
موسكو حذرت واشنطن من إغراق أوكرانيا بالأسلحة وتعقيد الوضع هناك (رويترز)

مساعدات أمريكية
واجتمع وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان مع الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي في كييف ليل الأحد/الإثنين وتعهدا بمساعدات جديدة قيمتها 713 مليون دولار لحكومة كييف ودول أخرى في المنطقة تخشى من وقوع عدوان روسي عليها.
ويقول سفير روسيا في واشنطن «إن موسكو بعثت بمذكرة دبلوماسية إلى واشنطن تعبر عن دواعي قلق روسيا»، وتابع: «إن من شأن مثل هذه الإمدادات من الأسلحة من الولايات المتحدة أن تفاقم الوضع وتزيد المخاطر التي ينطوي عليها الصراع».
وفي وقت سابق من الشهر الجاري أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا قيمتها 800 مليون دولار ووسع نطاق الأسلحة التي تتلقاها أوكرانيا لتشمل المدفعية الثقيلة.
ويناشد زيلينسكي الولايات المتحدة وزعماء الدول الغربية الأخرى إمداد كييف بالأسلحة والمعدات الثقيلة.
وقُتل الآلاف وتشرد الملايين في أوكرانيا منذ دخول القوات الروسية أوكرانيا يوم 24 فبراير فيما تسميه موسكو «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح جارتها، وأثار الغزو مخاوف من مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا أكبر قوتين نوويتين في العالم.
وبينما أعلن حرس الحدود البولندي في تغريدة أمس «أنه منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، فر نحو 2.94 مليون أوكراني إلى بولندا»، قالت هيئة الأمن في موسكو: «إن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى الأراضي الروسية من أوكرانيا ودونباس يقترب من مليون شخص».
ونقلت وكالة «تاس» عن المصدر: «وفق المعلومات الموجودة صباح اليوم (أمس الاثنين)، وصل أكثر من 974 ألف شخص، بمن فيهم 178 ألف شخص، إلى روسيا من أوكرانيا ودونباس».
وأعلنت الأمم المتحدة، منذ أكثر من أسبوع أن أكثر من 4.7 مليون أوكراني فروا من بلادهم خلال 50 يوما منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة هناك.
عودة فارين
وفي الوقت الذي عبر فيه نحو 12 ألف شخص الحدود من بولندا إلى أوكرانيا في مقابل الفارين من الحرب، تعرضت خمس محطات سكك حديدية بوسط وغرب البلاد لهجمات صاروخية، بحسب ما ذكرته مصادر محلية، من بينها مدير السكك الحديدية أولكسندر كاميشن.
وكتب كاميشن في تطبيق «تيلجرام» يقول: «القوات الروسية تدمر بصورة ممنهجة البنية التحتية للسكك الحديدية».
وزاد: «إن القطارات تضطر لتعديل مسارها وجدول الرحلات لأسباب أمنية». ولم ترد تقارير حول وقوع إصابات.
ووردت تقارير بوقوع هجمات صاروخية في لفيف بالغرب وفينتسيا بجنوب غرب أوكرانيا.
وأيضا؛ أفادت تقارير صادرة من كييف أمس بصد سلسلة من الهجمات الروسية في شرق أوكرانيا.
ووفقا للمسؤولين الأوكرانيين، فإن الهجمات خلال الليل كانت تهدف لإحراز تقدم نحو كراماتورسك، المدينة الواقعة بشرق البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 150 ألف نسمة. وذكرت هيئة الأركان أمس: إن هذا يعني أن الهجمات تؤثر أيضا على مدن ازيوم وبرافينكوف وكوميشوفاخا.
وذكرت القوات الأوكرانية أن الروس خسروا 13 دبابة ومعدات عسكرية أخرى.
ولم يتسن التأكد من هذه التقارير بصورة مستقلة.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه بعد زيارة وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين لأوكرانيا أمس، من المتوقع تنظيم المزيد من الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى هذا الأسبوع.
من جهة أخرى، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن المدعي العام الأوكراني إيرينا فينيديكتوفا القول: إن حصيلة الضحايا المدنيين من الحرب بلغت 3818 قتيلا، وبلغ عدد المصابين أكثر من 4000 شخص.
وأشارت إلى أن الإحصاءات لم تكتمل بعد، حيث إن السلطات لم تتمكن من أجراء التحقيقات في عدة مناطق بالبلاد بسبب استمرار العمليات العسكرية.
وتقول فينيديكتوفا: «إن عدد الضحايا من الأطفال بلغ 215 طفلا حتى الآن، في حين أن عدد الأطفال المصابين بلغ 391».
انضمام لـ«ناتو»
وفي سياق القرار الذي أشعل الحرب وأزعج موسكو كثيرا، أعربت أوكرانيا عن عدم رغبتها في إزالة هدف الانضمام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» من دستورها.
وقال رئيس البرلمان رسلان ستيفانتشوك لصحيفة «أوكراينسكا برافدا» الإلكترونية في مقابلة نشرت أمس الإثنين «التعديلات الدستورية ليست غاية في حد ذاتها ولن تصبح كذلك»، وأضاف «إن ما هو منصوص عليه في الدستور فيما يتعلق بحلف الناتو العسكري والاتحاد الأوروبي هو «وجهة نظر أوكرانيا» عن المستقبل».
يشار إلى أن منع انضمام أوكرانيا للناتو وتحقيق وضع محايد هو أحد الأهداف الرئيسية للعمليات العسكرية الروسية الخاصة على جارتها الغربية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أبدى استعداده للتحدث بشأن وضع حيادي للبلاد وتوفير ضمانات أمنية من دول أخرى، غير أنه لا يوجد نتائج ملموسة حتى الآن في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا.
وشدد ستيفانتشوك أيضا على أن سلامة أراضي البلاد هي «خط أحمر».
وتطالب روسيا أيضا بأن تتنازل أوكرانيا رسميا عن شبه جزيرة القرم الواقعة في البحر الأسود التي ضمتها روسيا في عام 2014، وعن منطقتي دونيتسك ولوهانسك الواقعتين في شرق أوكرانيا، والآن يعلن ممثلو روسيا عن أحقيتهم بكل الأجزاء الجنوبية من أوكرانيا بما في ذلك مدينة أوديسا الساحلية. وبالأمس، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، لقناة ONT التليفزيونية البيلاروسية: «إن موسكو ومينسك تعيشان تحت العقوبات منذ سنوات عديدة، لذا فنحن نعرف كيفية الرد على ذلك، في الوحدة قوة». وعصر أمس الإثنين، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها: إن الأعمال غير الودية ضد الروس لن تمر دون عقاب، وإن موسكو قد تصادر أصولا في روسيا ردا على ذلك.