جملة.. (هل عندكم غداء) هي مربط الفرس.. وجوابها (إني صائم) قاعدة نفيسة في راحة البال..
إذا أردت السعادة النفسية، ورغبت في الحصول على قدر كاف من راحة العقل والذهن فابتعد عن صغائر الأمور.. لا تركز عليها.. لا تجعلها هما يضاف إلى مشاغلك الكبرى.. فأكبر المصائب عندما نركز على الصغائر فتستفزنا فنكبرها وتخرجنا عن أطوارنا فنتصرف تصرفات بلهاء..
لو تأملنا حياتنا لوجدنا أن الأسباب التي تعكر مزاجنا، وتحرق أعصابنا، وتكدر لحظاتنا الفرائحية وتحملنا على ارتكاب الخطايا، في معظمها أمور صغيرة، وربما تافهة كان بالإمكان تركها وتجاوزها.
هل عندكم غداء..؟ كان الجواب إني صائم.. وانتهت القضية..
هل عندكم غداء.. طلب وسؤال لأمر صغير وعادي.. يتحول أحيانا في حياة بعضنا إلى مشكلة.. مع أن تجاوزه سهل (إني صائم).. تقبل الوضع وتجاوز ترتاح وتريح غيرك..
* إذا زاد الملح في طعام.. الإيجابي يتقبله بصدر رحب بينما السلبي يقيم الدنيا لأجل هذه الزيادة..
* تتصل على صديق لأمر مهم فلا يرد عليك.. الأمر عادي لدى إنسان، لكنه مشكلة تتحول إلى عصبية وغضب عند إنسان آخر..
* نقص سكر أو زيادته في مشروبك المفضل يمكن تقبله بسهولة، فالدنيا لا تكتمل والحياة دوما ناقصة حتى في تفاصيلها الصغيرة.. لكن بعضهم يصرخ في وجه عامل المقهى، وآخر يلعن ويسب فيرتكب الإثم.. والأمر سهل!
* تلبس ثوبك النظيف ثم يلطخه طفلك الذي عانقك، أو تنسكب عليه قطرات من كأس الشاي، لا تقلق فالأمر بسيط لا يحتاج إلى حرق أعصاب!
* استفزك سائق متهور فلا تجاريه التهور.. موقف عابر امض في طريقك.. وإلا دخلت في دوامة قد لا تحمد عقباها.
لا تجعل صغائر الأمور هي التي تقلب مزاجك.. وحالتك الذهنية..
تسام يا صديقي عن التوافه.. ترفع عن حماقات الآخرين..
تذكر أن الحياة خلقت لتكون ناقصة لا تكتمل لأحد ولو كان نبيا رسولا.. وعلى قولهم: لا تصنع بالونا من كل فقاعة صابون.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
تغافل وريح بالك.. فعقلك لا يحتمل خوض معارك تافهة!
@alomary2008