* الحزن حالة طبيعية للبشر في حالة الفقد، فالراحلون تَقرَّبنا منهم وتقرَّبوا منا لسنوات طوال عبر نبض قلوبنا، وبعضهم سبب في وجودنا بهذه الحياة بعد مشيئة الخالق «سبحانه وتعالى»، ويمثلون لنا القدوة والنهج، ونستمد من مواقفهم ونبلهم وعطائهم الأمل في هذه الدنيا، وعندما يرحلون تأتي اللحظة التي نشعر بها، وهي أن عمود الخيمة التي احتوتنا منذ أن فتحنا أعيننا على هذا الكون غادرتنا من غير رجعة، وفقد الأب هو من هذا النوع الذي يلفك بانكسار عمودك الفقري في هذه الحياة.
* مَن يرسم لك طريق الحياة، وتعيش على ذِكراه الطيبة بين الناس وهو حي يُرزق، ومَن يرفع قدرك بأفعاله وأخلاقه ونُبله، ومَن يسامحك لزلاتك وهفواتك تقديرًا لمكانة والدك، حتمًا ستكون بعد فقده متدثرًا بالحسرة، كيف لا والناس، كل الناس، ينتظرون منك أن تكون كما كان أبوك، وهو حِمْل ثقيل قد لا تستطيع حمله.
* رحيل الأب لا يعني رحيله عن عالمك، فكلما أعطيت تذكّرت عطاءه، وكلما ضحّيت لمَن تُعز وتُحب تتذكر تضحيته، وكلما عطفت على أبنائك تُعيدك الصورة لعطفه، باختصار أن تمثِّل عالمه بعد الرحيل، والمؤلم ألا تكون في شخصيته الخيِّرة، وتفعل ما لم يفعله في الخروج عن النص.
* الأب.. هو الشجرة الباسقة في حياتنا، نقطف من ثمارها في سنوات العمر، ونتعلم منها العلو والعطاء، وتبقى هذه الشجرة في أجمل صورها.. حيًا كان أو ميتًا.
* الأب.. رحلة الذكريات التي لا تشوبها ذكرى في دائرة الحرمان، فكلما أعادك شريط الذكريات منذ نعومة أظافرك لرحيله، ستجد أنه حرم نفسه من أشياء كثيرة؛ لتكون أنت (الابن) أفضل منه، فهل بعد هذه الخصلة كلام عن فاجعة رحيل الأب؟!
* الموت حق، وكلنا في هذا الدرب سائرون.. نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.. ورحم الله والدي ووالديكم، وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين، وأسكنهم فسيح جناته.. آمين.