بين الكثير من الأشعار والأنغام الساحرة التي أطلقها الاتحاديون مؤخرا تعبيرا عن حبهم لناديهم في يوم ميلاده الرابع والتسعين، شدني كثيرا ما ترنم به الزميل العزيز أحمد الركن في إذاعة (ألف ألف) المتميزة حين قال «هنيئا لكم بوجود الاتحاد بينكم، لأنكم ما رأيتم من الاتحاد إلا قليلا»، وقد صدق فعلا، هذه الجملة اختصرت 94 عاما من حياة هذا العميد الوقور، فهل سبق وأن رأيتم ناديا ينقسم جمهوره حول كل شاردة وواردة داخل ناديهم، ليس هناك من يسلم من سهامهم إن أخطأ، حادون في هجومهم ولا حدود لدفاعهم المستميت، يستشيطون غضبا من لاعب يضيع (انفرادة)، أو إداري ينسى (ورقة)، ويغضبون من تردي النتائج وتخبطات المدربين، ويصبون جام غضبهم على بعضهم البعض، حتى باتوا منقسمين إلى فئتين، انشطرت إلى خلايا متعددة، بفعل النتائج وبفعل فاعل أيضا، لكنهم بمجرد ما أن يحين موعد مباراة فريقهم، ويحضر نمورهم فيها، ويحققون الفوز، تجدهم يلتفون حوله بكل الحب، ومن حيث لا تعلم، تختفي كل الشحناء السابقة، وتجدهم يتبادلون القبلات والأحضان، ليس هذا فحسب، بل يعيدون الكرة على كل من انتقص منهم سابقا، فإما تنازل عن قناعاته وركب سفينة الجمهور، وإما الغرق المحتوم، بكل بساطة، بساطة هذا النادي في تركيبته، مزجت كل أطياف المجتمع لتجتمع على حبه، وعشقه والهيام به، إنه الاتحاد يا سادة، نادي الشعب، نادي الوطن.
أضواء متفرقة
- الشباب يتربص بالاتحاد، وينتظر تعثره في المواجهات الثلاث القادمة ضد (الفيحاء، الرائد، الفيصلي) التي سيخوضها بدون القائد الملهم حجازي، التعطل سيقرب الشباب، والفوز في هذه المباريات الثلاث، سيجعل حلم تحقيق الدوري أقرب من أي وقت مضى!!
- مع احتدام سباق الصدارة، زادت الكراسي الموسيقية من حركتها، ضمك يترنح قليلا، النصر يستعيد شيئا من عافيته، وعلى الطرف الأدنى، الطائي يضرب بعصا (سييرا) بلا هوادة، والأهلي للخلف در، وشبح الهبوط يقترب أكثر فأكثر.
- 94 عاما، شهدت ما لم يشهده أي ناد على وجه الأرض، ريادة، تأسيس، كفاح، روح، إنقاذ، انقسام، اختلاف، اختفاء، التفاف، قضايا، شكاوى، ديون، تناحر، كل هذا، ونعم، ما زلتم لم تروا من الاتحاد إلا قليلا!!
