مع ظهور إصابات بمتحور (أوماكرون) في عدد من الدول ومع أن هذا العدد كان محدوداً إلا أن الشائعات عن هذا المتحور سرت محلياً وعالمياً مسرى النار في الهشيم، ومع أن المتحدث باسم وزارة الصحة في المؤتمر الصحفي، الذي عقد للحديث عن الموضوع قد استبعد العودة إلى الحجر والاحترازات الصحية المشددة بتبريرات علمية ومنطقية وواقعية جديرة بالثقة كونها تصدر عن جهة أدارت مواجهة الجائحة في المملكة على الصعيد الصحي بنجاح كبير تؤكده النتائج، التي أحرزتها الجهود التي بذلتها حكومة بلادنا وما وصلت إليه من مستوى المناعة واللقاحات، والعمل المستمر الذي لا يتوقف على استكمال التحصينات لكل الأعمار من المواطنين والمقيمين، والوعي المجتمعي المكتسب من تجربة حوالي عامين من مواجهة كورونا، كل ذلك كما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة يجعلنا أكثر طمأنينة من أي وقت مضى منذ انتشار الفيروس وفي كل المراحل، التي شهدت موجات وطفرات للفيروس، وكذلك هذا المتحور ولو أنه أكد أننا يجب أن نحافظ على استمرار أخذ التطعيمات وعلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية لأن قلة عدد الإصابات لا يعني انتهاء الجائحة. ومع ذلك وحرصاً من المتحدث على المصداقية، فقد أكد أن المتحور الجديد (أوماكرون) يثير القلق فعلاً لأنه حديث النشأة، وليس هناك حتى الآن معلومات أولية كافية عنه إضافة إلى سرعة انتشاره، وهو ما أكدته عدة مصادر عالمية حول هذا المتحور، الذي خففت حتى دولة جنوب أفريقيا، التي ظهرت فيها أول الإصابات منه، وأكدت أن المخاوف من هذا المتحور مبالغ فيها، وأن آثاره على الأشخاص الذي سبق لهم أن تلقوا التطعيمات ضد كورونا محدودة، وأن الوفيات حدثت جميعها فقط بين أشخاص لم يتلقوا جرعات التطعيمات ضد كورونا، بل إن عالم الفيروسات البريطاني البروفسور (لورانس يونغ) تحدث عن جانب إيجابي لهذا المتحور المثير للقلق، وأمله أنه سوف يساعد البشرية في التخلص من كورونا، كما أعرب أيضاً عن أمله أن يكون هذا المتحور أقل خطراً مشدداً على أن التوقعات ينبغي ألا تكون كلها كئيبة بحسب صحيفة (إكسبرس) البريطانية. ولعل من الجوانب الإيجابية له أنه لم يظهر العام الماضي لأن الوضع الآن أفضل بكثير بفضل الأدوية المتاحة، كما أن العمل يجري في أكثر أنحاء العالم على اللقاحات لمواجهة متغيراته، كما أن من محاسن هذا الفيروس أنه يعكس مسار متحور دلتا أي أن بديلاً أقل ضراوة سيحل محل الأكثر خطراً، ومع ذلك فإن مخاطبة المتحدث باسم وزارة الصحة للمواطنين ووضعهم أمام الحقائق هو جزء مهم من مواجهة الوباء، إضافة إلى الاستمرار في الإجراءات الاحترازية، والعلم أن بعض التطعيمات المأخوذة ضد كورونا ستكون فعالة ضد (أوماكرون)، وهو باعث ليس على الاطمئنان فقط، بل على الحد من أثر الشائعات، التي تتسبب في تخويف الناس من العودة إلى ما تم اتخاذه في بداية الجائحة من احترازات كانت قاسية مع أنها أدت إلى نتائج طيبة والحمد لله.. كما أن علينا ألا نأخذ المعلومات إلا من المصادر الموثوقة وهي وزارة الصحة، التي جربنا مصداقيتها، وقطفنا معاً ثمار جهودها، التي جاءت بتوجيه من قيادة تحرص على سلامة مواطنيها والمقيمين في أرضها.
@Fahad_otaish