تمدني بشحنة منه.. تطير بي إلى الجنة..
وهي ممدة عَلى الفراش.. لا تكاد ترى شيئاً..
تأنس بالصوت.. فتسمع غطاريف الفرح..
وتقول لي باسمة:
الحال يا محمد زي الغطاريف في بيت الزواج.. أي أدب هذا الذي تحملينه..
تتحملين معاناتك وتستقبلين الناس باللطف.. علمتني أن أتحمّل الناس وأقضي حوائجهم وحوائجي لم تقض..
أدبتني بالتواضع للضعيف والمسكين وكل صاحب مسألة.. أي مدرسة أنت يا أمي..
عشت بدروسك عزيزاً وسأموت عزيزاً.. لن أسأل عُبَّاد الله حاجة أستحقها؛ فسيهبها لي صاحب الخزائن، التي لا تنفد، وإن حبسها فلحكمة أرادها وأنا راضٍ في الحالتين..
كم أنا فخور بك.. اشتقت إليك أيتها الصديقة، التي أنستني معنى اليتم..
أقبل إليك متأملاً هذه الأرض، التي لا تشبهها أرض.. تحتضن مشاعري..
فأرفع رأسي إلى الأعلى.. الوطن يا أمي أغلى شيء في الوجود..
ووطننا أغلى الأوطان.. هكذا تعلمت منك..
وأدركت ذلك يقيناً.. منذ أن كنت طفلاً وصبياً وشاباً..
إلى أن غزا الشيب رأسي.. أشعر بأنني صغير أمام فضله..
كبير بإرادتي في خدمته.. فهنيئاً لنا به..
*****
من شعري:
يا مهجةَ القلبِ هل تُجدي الأقاويلُ.. فما رضاك بأمر فيه تبديلُ
أُشربتُ حبَّكِ كالترياقِ من صغري.. صاف كأجمل ما أدركت تنويل
يا قِبلةَ الروحِ شوقي لا يفارقني.. أنى اتجهت وطول العمر محمولُ
أنت التي أنشأتني بالتقى رجلاً.. حراً كريماً على الإحسان مجبولُ
لا لن أفي قدركِ العالي وأبلغهُ.. يبقى رضاكِ وأيمَ اللهِ مأمولُ
[email protected]