اركب صهوات المجد بقراءاتك وكتاباتك، ولا تلتفت لمَن يحاولون إحباطك أو إسقاطك من دائرة عشت فيها منذ زمن، لا وحتى قبل أن يجثم علينا كورونا.
كما أن القراءة أو الكتابة ليست من أجل هذا الوباء فقط، بل من أجل الدنيا كلها. أقصد دنياك كلها حين تقوم وتقعد، فهما اللذان يطوران ذاتك ووعيك ومستقبلك.
أين كانت تكمن الكآبة في خضم الحجر الصحي الكامل، ومَن هم أكثر الناس إصابة بالاكتئاب، ومَن هم الأقل؟
الذين يتخذون القراءة والكتابة هوايتين لهم... لا تصيبهم الكآبة أبدا نظرا لأنهم عندما يقرؤون... يدخلون عوالم سحرية تخرجهم من الحجر وتجوب بهم أماكن مدهشة أخرى يعيشون بها، وهكذا بالنسبة لمَن يكتب، فما أن يكتب حتى يرى الكون كله، فالكاتب والقارئ لا تحدهما حدود ولا تصدهما سدود.
اقرأ واكتب إذا أردت أن تخرج من دائرة الاكتئاب.
هأنا أخيط لكآبتي كتابة تحوم حولها وتتجول في دهاليزها بعد أن حامت القراءة بها لتنسج منها خيوط الفجر.
اذهب بي بعيدا.
ازرعني في نجمة واتركني هناك تجدني ارتكب فعل القراءة والكتابة... ابتعد عن كل ما يصيبني بالهم.
أعترف...
لقد هزمت الجائحة بالقراءة والكتابة...
جربوا أنتم فعلهما وستشعرون بهزيمتها.
إنها قصة بطولة ستكتبونها بأطراف أصابعكم، وستذهب ذكريات الكابوس الأسود وتتطاير في الهواء معلنة الرحيل.
وليس لنا إلا أن نقول له:
وداعا...
أسود بلا تحيات.
وداعا...
لمَن أنهكنا ودب الخوف في أعماقنا خوفا على أولادنا أولا، وأصدقائنا ومعارفنا.
وداعا...
لذلك الذي قتل منا مجموعة لا تنسى.
وداعا...
لمَن هزمناه في النهاية بالقراءة والكتابة.
وكل ما لدينا وتخطينا الآن كما يقول الأطباء أصعب مرحلة في هذه الأزمة.
وداعا...
إلى ما لا نهاية وما لا كآبة.
نهاية
أكتبك على زهرة الشوق، وأقرؤك على صفحة القمر.
@karimalfaleh