بوهانغ الكوري لم يكن فريقا سهلا على الإطلاق ونفذ لاعبوه الأسلوب الأمثل بخنق منطقة الوسط وعدم إعطاء مفاتيح الهلال (سالم وبيريرا) الفرصة السانحة للتحكم بالرتم، فكان على الهلال استخدام الكرات الطويلة التي نجحت في مرتين وفشلت في مرات أخرى، وكان للهدف السريع المبكر مفعول السحر في تماسك الهلال وعدم اضطراره للضغط المباشر والتقدم غير المحسوب، فلعب الهلال بالأسلوب المحبب لبوهانغ، ولكنه كان حصنا منيعا دفاعيا ولم يتعرض مرماه للخطر الحقيقي إلا في الدقيقة ١٢ بعد أن أصابت قذيفة بوهانغ العارضة، ثم أنقذ المعيوف متابعة المهاجم لها، أما غير ذلك فلم يكن للفريق الكوري هجمات خطيرة واضحة بينما كانت السيطرة الهلالية أعمق في الشوط الثاني، وكان بإمكانه زيادة الغلة والملاحظ أن المباراة سارت أحداثها كما توقعها الكثير من المحللين ودراستهم المستفيضة لأسلوب لعب بوهانغ الذي يعتمد على الانتظار وعدم المبالغة بالهجوم ومحاولة استغلال الكرات الثابتة التي لم ينجح فيها أمام تألق المفرج بالذات!
الدرة اكتست بحلة جميلة ليلة النهائي، وكان للحضور الجماهيري الكلمة الأولى فلم ينقطع تشجيعها ومؤازرتها للهلال طوال التسعين دقيقة، وكانت بحق اللاعب رقم واحد في تلك السهرة الكروية التي أنستنا متابعة (التشامبيونز ليغ) ونتائجه!
هنيئا للهلاليين بالهلال، وهنيئا لنا كمواطنين بفريق يرفع الرأس ويجلب البطولات لتجير للوطن وأثبت الهلال في خلال العقد المنصرم بأنه خير من يمثل كرتنا، فالتواجد في ٤ نهائيات في تلك الفترة صعب على غير الهلال، ولولا إبعاده القسري في النسخة المنصرمة بسبب وباء كورونا لربما كان في النهائي لكنه عاد أقوى وأقوى ورد على كل آسيا (أنا الزعيم.. أنا الهلال) واستحق أن يكون البطل التاريخي لكل بطولات آسيا وسيدها وملكها!
أثناء خروجي من الدرة بعد تتويج الزعيم صادفني أحد المنظمين وكان شابا يافعا وقال لي بالحرف الواحد (تذكرني بعد ٥ سنوات سأكون بطلا لآسيا مع الهلال) وأوضح لي أنه يلعب في الفئات السنية بنادي الهلال، وإذا لم تخني الذاكرة فاسمه (محمد محنشي) ورددت عليه أنا من المنتظرين واتجهت إلى المواقف بقناعة أن الهلال سيستمر في حصد البطولات بسبب فكر وتفكير وطموح من يتواجد به وينتمي إليه، وفي النهاية مبروك للوطن ومبروك للهلال ولا عزاء للبوهانغيين ومن كان ينتظر سقوط الهلال في ليلة من لياليه ولا غرو أن يردد كل هلالي (هنا مجد لنا وهناك مجد)!