الهلال ربما يكون الفريق السعودي الوحيد الذي عناصره المحلية يمثلون أهمية مثل لاعبيه الأجانب ويرجحون كفة الفريق في كثر من المناسبات الكبيرة والدليل على ذلك هدف ناصر الدوسري التاريخي وتألقه في مباراة الأمس.
الهلال.. ينثر الفرح أينما حل أو ارتحل، تعود عشاقه أن يقرأوا في صفحات كتابه فصول السعادة، أما الفهرس فلا يوجد سوى عنوان واحد لا غير هو (ابتسم فأنت تشجع الزعيم).
الهلال سفير فوق العادة، يرسم لوحات الجمال بريشة (دالي)، ويغني بقميصه الأزرق بكل اللغات، أما مسرحه فكل قارات العالم. له في كل عرس قرص،، وفي كل حضور له رونق، وفي كل بطولة له بصمة، وهو الثابت وغيره (المتحرك) والأرقام والإحصاءات محطة لا جدال فيها ولا تقبل الرأي والرأي الآخر.
التطبيل في حضرة الهلال إنصاف، فهو الذي نكتبه دائما كلما ركن على المنصات شيئا من الذهب، ليمارس هوايته في مغازلته، وكأنه عاشق ومعشوق في قصائد الشعراء.
ثرثرة الحرف تتناغم معه، فالكلمات تبحث في أحيان كثيرة عن السحر والجمال في عالم المجنونة، فما ذنبنا إذا كان هو عنوان المتعة والجمال داخل المستطيل الأخضر.
أتعبنا في مدحه حتى خيل لمن حولنا أننا نسبح في بحر انتمائه، والحقيقة أن محبرتنا تمارس مهنيتها دون عشق وانتماء لأنه ببساطة حاضر محليا وخارجيا عندما يلمع ذاك الذهب.
الحالة السوية أن تنظر لجمال الهلال في كبد السماء، وأن تسافر مع موج البحر لأبعد نظر، طالما أن الأولى تصب زخات المطر في جو بديع، والثانية تصل بقاربها لشاطئ الأمان في لغة المكان والزمان.
الهلال في عالم كرة القدم المحلية والآسيوية، هو تاريخ من الزمن الذي لا يمل من قراءة بطولاته وإنجازاته، ومكان لا يمكن أن نتخيل المناسبات الكبيرة بدونه.
هو الهلال السفير الدائم للكرة السعودية، والترمومتر الذي تقاس به الانتصارات والإنجازات وهي حقيقة ثابتة لا غبار عليها، إلا لمن لا ينظر إلى كرة القدم أنها متعة وجمال. فشراع الهلاليين يجيد الارتكاز وسط الأمواج المتلاطمة، ومجاديفهم ثابتة لا تبور ولا تصدأ.
مبروك للهلاليين الذين يجيدون تأليف كتب السعادة البعيدة عن الأوهام، والذين يعيشون الواقع بدون أحلام اليقظة.
إنه الهلال.. وكفى..!!