حي البطحاء في الرياض يعتبر من أهم الأسواق، التي تغذي العاصمة وما حولها بكل البضائع من ملابس وأجهزة وجوالات وخيام وغيرها، ولنا أن نتخيل بعد ذلك كمية الأموال، التي تدار هنا وحجم المكاسب التي يتحصل عليها البائعون في تلك المواقع.. ومما زاد الأمر أهمية الشعور النفسي المترسخ منذ القدم في نفوس المستهلكين أن البطحاء تعني (جودة البضائع ورخص الأسعار وندرتها بحيث تجد هناك ما لا تجده في غيره).
قمت خلال الفترة الماضية بزيارات متعددة لأسواق هذا الحي ولاحظت التالي: عدم وجود سعوديين في تلك المحلات، حيث يغلب عليها الجنسية الآسيوية وجنسية عربية أخرى برغم أن بعضها (مولات) وينطبق عليها السعودة؟ بشكل كامل، ولكن لم أجد سعودياً واحداً سواء بائعا أو صاحب محل، بل الأدهى والأمر عندما تكرر الزيارة تبدأ تلاحقك أنظار الشك والريبة من العمالة، السعوديون الموجودون من المتسوقين فقط! أما البائعون فهم من جنسيات أخرى، وربما أن تلك المحلات لهم لأن التزامهم بفتحها منذ الصباح الباكر وإغلاقها في آخر الليل يؤكد أنها في ملكهم وتحت تصرفهم، لأننا نعلم أن العمالة لا تلتزم بهذا الشكل الدقيق وهم مجرد بائعين فقط. لو حضر أحد أبناء الوطن هنا ليفتتح محلاً لا يمكن أن ينجح لأن الوضع ليس في صالحه، وسيجد تكتلاً ضده من بقية الجنسيات حتى يخرج.
توجد بضائع لا تجدها في غير هذا المكان، ولا أعلم عن السر وهذا ما يؤكد أن تلك العمالة تقوم بجلب البضائع من مصادر خاصة وبطرق خاصة وهذا بالطبع انعكس على السعر، الذي يعتبر رخيصاً مقارنة ببقية أسواق الرياض. البضائع التي تباع في البطحاء بنصف سعر مشابهها في بقية مولات العاصمة، وقد لمست ذلك شخصياً.
أثناء تجوالي دخلت محلا في أحد المولات وبدأت أسأل البائع الآسيوي عن سلعة معينة، وفجأة تم إغلاق المحل وأنا بداخله ـ مما أثار استغرابي ـ وبدأت العمالة تهرب عندها خرجت من المحل وسألت أحدهم عن السبب فقال (جولة لمفتشي البلدية) وهذا يعني أن تلك العمالة عملهم غير نظامي؟ بعد فترة وجدت رجلاً مثلي يرتدي ثوبا وشماغا وبيديه أوراق يدون عليها ملاحظات داخل أحد المحلات، فبادرته بالسؤال: هل أنت من البلدية؟ فقال نعم، فأخبرته القصة، فقال إننا نقوم بجولات متعددة في اليوم الواحد للحد من تلك الأعمال غير النظامية.
أعتقد أن الموضوع يحتاج لاهتمام أكبر حتى لا نترك هذا الحي بأهميته وشهرته تحت سيطرة العمالة.
@almarshad_1