DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ابن سعيد.. وأدبيات الهلال!

ابن سعيد.. وأدبيات الهلال!
ابن سعيد.. وأدبيات الهلال!
عيسى الجوكم
ابن سعيد.. وأدبيات الهلال!
عيسى الجوكم
@ في الهلال أدبيات قديمة تجددت أوصلته لقمة الهرم، ولا يمكن لكيان أن يكون طرفا ثابتا في كل المنافسات المحلية والخارجية، إلا إذا كانت تلك الأدبيات نهرا ممددا يتواصل عبر الأجيال كسباقات التتابع في أم الألعاب، (فالعصا) بين هذه الأجيال ظلت قوية ومتماسكة للحد الذي يصعب كسرها في أحلك الظروف.
@ رحم الله الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي أوجد هذه الأدبيات، والتي من أهم محاورها إذابة (الأنا) في (المجموع) وانعكس هذا المحور بالذات على مسيرة ناديه في كل المجالات.
@ وانبثق من هذا المحور السحري، والذي يمثل العمود الفقري للكيان الأزرق، أن ليس هناك الرئيس النجم الأوحد، فعندما نستعرض الصورة الكاملة للهلال تظهر لنا في بروازها لغة (الجمع) وليس (الفرد) في جميع الأصعدة.
@ من تلك المعادلة أطلق على النادي الأزرق بأنه كيان مؤسساتي، يأتي من يأتي رئيسا وإداريا ولاعبا ويرحل، والمسيرة تبدأ بالعناصر الجديدة التي تشكل تاريخا جديدا بنفس المواصفات، لذلك الهلال ربما هو الوحيد من الأندية الذي لا يبكي جمهوره على الأطلال لإدارة أو حقبة محددة أو لنجوم صالوا وجالوا في المستطيل الأخضر.
@ الهلال طوال تاريخه لم يكتب سطرا ويمحو آخر، كان يكتب القصيدة الفصحى والشعبية، ويجيد سرد الرواية، ويتفنن في إجادة نص النثر، فكل أدبياته تساعده في الاستمرار بجودة النصوص التي لا تنتهي بالخاتمة، فكلما انتهت حكاية بدأت أخرى.
@ في الهلال لم يكن الإمبراطور صالح النعيمة، ولا الأسطورة سامي الجابر، ولا الدكتور يوسف الثنيان ولا ولا ولا هم محطة النهاية في أذهان جماهيره، فلهم بصمتهم، ولهم تقديرهم، ولكن المسيرة لم تتوقف في محطة اعتزالهم، جاء غيرهم ليحلوا مكانهم وهذه سنة الحياة .
@ وفي ثقافة جمهور الهلال، ليس هناك رئيس أفضل من غيره مهما حقق من إنجازات، فلم أسمع يوما لا من إعلام أو جمهور هذا الكيان المطالبة بعودة رئيس حقق إنجازات مبهرة، فكل ثقافتهم وأدبياتهم كانت تنصب على دعم من يقود سفينتهم في بحر المنافسات، ومهما كانت انتقاداتهم وقسوتها لم تقلل من قيمة صناع القرار في ناديهم مهما كان اسمه.
@ ومن أدبيات الهلال مهما كان الإخفاق، لا يمكن أن يصل غضبهم للحد الذي يقلل من مكانة ناديهم والقائمين على تسيير كيانهم، ولنا في الإخفاق الآسيوي لنهائيين أمام سيدني الأسترالي وأراوا الياباني صورة ناصعة بتحمل الألم الذي يبعث على أمل المستقبل حتى حققوا مرادهم وأصبحوا على قمة الهرم القاري.
@ الواقعية في مسيرة هذا الكيان عبر الأدبيات التي أوجدها مؤسس ناديهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد منذ زمن بعيد، هي التي أبقت الهلال طرفا ثابتا في كل المنافسات.
@ والأهم في هذه الأدبيات أن لغة الجحود ليست في قاموس هذا الكيان، لا للرؤساء ولا للنجوم، لذلك كانت أمنية أي نجم في أي ناد أن يلعب للهلال.
@ وأهم أدبيات الهلال المغروسة في الكتاب الأزرق، هو أن الهلاليين ينشغلون بكيانهم ولا ينظرون للآخر بصفة محددة، وهذا ما يفسر لنا أنهم الطرف الثابت في الواجهة وغيرهم متحرك، ينافس فريقا لفترة من الزمن ويتراجع ويأتي آخر، وهو في القمة ينتظر تعاقب الأندية على مجاراته ومنافسته.