¿ رتم الحياة السريع ألقى بظلاله في كل زوايا حياتنا اليومية، بدءًا من (السي فود)، ومرورًا بمسامعنا وأذواقنا وحتى مشاعرنا.
¿ زمان.. كانت المقالات الصحفية من أجمل فنون الكتابة، حتى جاء العصفور الأزرق (تويتر)، وترك حملة القلم هذا المنبع الصافي، واتجهوا لمطاردة العصفور في السماء والأرض وما بين المحيطات.
¿ لم تعُد الصحافة إعلامًا في كثير من الأحيان، وأصبحت تسكن في موطن الإعلان، والأمر لم يستغرق وقتًا طويلًا في هذا التغيير، كل ما في الأمر حذف حرف (الميم) وتم استبداله بحرف (النون).
¿ وما بين استبدال (الحرفين) تغيّرت أوجه عديدة في بلاط صاحبة الجلالة.
¿ لن أقف مع أو ضد.. في جدلية الإعلام الجديد ومنصاته، فأنا أحد الذين طاردوا العصفور الأزرق، ودخل منذ وقت قصير في منصة أولئك الذين يتنفسون السناب شات، والذي يعتمد بالدرجة الأولى على الإعلان وليس الإعلام، فالمحتوى يفرض نفسه على اختلاف ذائقة المتلقي.
¿ ولكن المشكلة الكبرى في عملية تفاعل المتلقي، أنه ينتقد ويزبد ويرعد على محتوى وأسماء هو أكثر المتابعين لها، يعني أنه يمارس المثالية في الظاهر، ويتلذذ بما ينتقده في الباطن.
¿ وما ينطبق على ذائقة الطرب بسيطرة (لولاكي) وأخواتها على مسامعنا، سيرى ذلك النهج على إعلامنا إلا ما ندر، فأصبحت التغريدات التي تحمل ردة فعل (أجلد) و(كفو) و(شجاع) لشخبطات ليس لها أول ولا آخر، هي العنوان الأبرز في بحر (العصفور الأزرق).
¿ أما السناب شات فهو عالم آخر من المرح الذي لا يمل كمسرحية (مدرسة المشاغبين).
¿ ما بين الأمس واليوم.. مسافات تقترب وتبتعد، ولكن المحصلة النهائية هي المد والجزر، وما كان صالحًا في الأمس، قد لا يصلح في يومنا هذا.
@EssaAljokm