أو لا تسألها..
ليس مهمًا..
المهم أن تكون أنت..
هناك مَن يحاولون أن يشكّلوا أنفسهم بصورة مثالية..
خالية من العيوب ولا يكتفون..
بل يصفون مَن يختلفون معهم بأبشع الصفات..
ليصبغوا وجوههم السوداء بالبياض..
فتبدو مزيفة قبيحة..
هؤلاء لم ينظروا للمرآة؛ وإلا لفضحت أعينهم، وقالت لهم: كفى كذبًا..
عدو عاقل خير من صديق جاهل..
وقد تكون في الحالة التي أراها..
غريب عاقل خير من قريب جاهل..
وتظهر معاني هذه الحكمة حين يحدث الاختلاف..
فيبرز العقل ليقيم الحق ويفضي إلى التعايش باحترام..
ويحل السلام..
وقد تنتهي الخصومة بالتراضي..
وعلى النقيض يدمر الجاهل كل جسور المودة التي صنعتها الصداقة والقرابة..
ويبرز الطيش والرعونة في التعامل مع المشكلة..
في الحياة تستطيع أن تتجنب مشاكل كثيرة مع أغراب يقدرون مصالحهم..
ولا تجد حرجًا ولا بأسًا في إرضائهم..
بينما تعجز أن تخرج بسلام مع أقرباء ينكرون الحق..
ولا يعرفون التسامح..
يحكمون أهواءهم ويتجنون..
ويظنون أنهم على حق..
مقابلة التجني بالتجني ليست اقتصاصًا..
وإنما هي اشتراك في السقوط..
لا وجود للعزاء فيه..
باستحضار تلك المقولة الشهيرة..
العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم!..
فلن ينتهي الظلم في غياب الصفح..
فأحيِ في داخلك القدرة على العفو..
ولست مطالبًا بعد أن تبقي على العلاقة..
فالحكمة تقول:
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين!
وقد لدغنا مرارًا وتكرارًا!
*****
من شعري:
غريب عليها
يكابد قلبي ما يضير ويحمل
بقايا الأماني مقبلًا يتجمل
ويشدو خيالًا بالأغاني لعله
يقابل وجهًا في الدروب مكمل
أرى في زماني كل يوم نقيصة
وأكمل سيري والليالي هوجل
أسابق عمري فوق خيل سريعة
كأني وخيلي للمنية أعجل
وكم من فتى عاش الحياة مرارة
وذاق السعادة يوم أدبر يرحل
غريب عليها عابر فوق بأسها
خفيف كما الغيم للمعالي أعجل
ألا أيها الصبر الذي كل صبره
تمهّل فقلبي بالمكائد أجهل
وسر بي سريعًا للمعالي إنني
سئمت انتظاري والخلود مؤجل
[email protected]