وصلت شركة «لوسيد موتورز»، التي ترغب في التحول إلى شركة «تسلا» الجديدة، إلى سوق الأسهم مؤخرًا. والآن يأتي الجزء الصعب في رحلتها.
وطرحت «لوسيد» أسهمها لأول مرة يوم الإثنين قبل الماضي بعدما أتمت يوم الجمعة السابق له صفقة اندماجها مع شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة «تشرشل كابيتال آي في». وارتفع السهم بنسبة 10 % إلى ما يقرب من 27 دولارًا في التعاملات الصباحية، مما أعطى الشركة قيمة سوقية تبلغ حوالي 43 مليار دولار بناءً على عدد الأسهم المبدئي.
وهذا رقم استثنائي لشركة لم تبِع أي شيء بعد، لكنه أقل بكثير من مستوى سعر سهم تشرشل كابيتال آي في البالغ 49 دولارًا، الذي كانت لوسيد تنوي استخدامه عندما تم الإعلان عن الاندماج في 22 فبراير. وتزامنت الصفقة المرتقبة بشدة مع ذروة الحماس لشركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة (الشيك على بياض). وتراجعت أسهم الشركة إلى ما يقرب من ربع قيمتها منذ أعلى مستوى لها في أواخر فبراير، وفقًا لمؤشر جمعته شركة «إيبوكس».
وتعتبر «لوسيد» أقرب إلى مرحلة بيع السيارات من الشركات الناشئة الأخرى للسيارات الكهربائية، التي اندمجت مع شركات الشيك على بياض، وهي أيضًا الأكثر تشابهًا مع تسلا. وقاد الرئيس التنفيذي لشركة «لوسيد»، بيتر رولينسون، الفريق الهندسي الذي عمل على سيارة «موديل أس» من تسلا، وهو يتبع إلى حد كبير قواعد اللعب التي يسير عليها «إيلون ماسك» لتكوين علامة تجارية جديدة للسيارات، من خلال تطوير سيارة كهربائية متقدمة تقنيًا قدر الإمكان. وسيبدأ إنتاج لوسيد أير، أول سيارة رائدة من إنتاج شركة «لوسيد»، بسعر يبدأ من 77400 دولار قبل إعانات الشراء، في الإنتاج التجاري في الأشهر المقبلة.
ويفسر التشابه مع تسلا الضجيج حول «لوسيد». ويعتقد رولينسون أن القيمة السوقية لشركة تسلا البالغة 620 مليار دولار تعتبر دلالة على كفاءة الشركة الرائدة في السوق للمحركات الكهربائية، التي تمنح السيارة موديل إس نطاقًا يزيد على 4 أميال لكل كيلو واط/ ساعة من طاقة البطارية - المكافئ الكهربائي لأميال للجالون.
ولم تقترب أي من السيارات الكهربائية من الجيل الأول من صانعي السيارات الفاخرة التقليدية مثل جاكوار وأودي من سيارات تسلا من ذلك المستوى، لكن سيارة «أير» من «لوسيد» ستوفر نطاقًا يزيد على 4.5 ميل لكل كيلو واط/ ساعة. ويقول رولينسون إن أكثر العوامل المهيمنة هي كفاءة المحرك الكهربائي وإلكترونيات الطاقة والترميز.
لكن المقارنة مع موديل إس تحمل أيضًا خطرًا تحذيريًا، حيث استغرق الأمر سنوات عديدة حتى تبرز تسلا كشركة مصنعة للسيارات ذات مصداقية، حتى بعد أن أبهرت المستهلكين بمنتجاتها المبكرة. وقد لا تواجه «لوسيد» مشاكل تسلا المالية نظرًا لحماس المستثمرين الواسع اليوم للسيارات الكهربائية، لكن تطبيق كل التفاصيل المتقنة لتجميع السيارات بشكل صحيح لا يزال يمثل الكثير من التحديات مع تزايد الإنتاج.
وسيكون الحصول على السيارة أير من «لوسيد» في صالات العرض علامة فارقة أكبر من طرحها للجمهور. وحتى مع ذلك، سيستغرق الأمر بعض الوقت للمستثمرين لتحديد ما إذا كان المنتج يرقى إلى مستوى التوقعات المرتفعة في مجال مزدحم بشكل متزايد من المنتجات في الوقت الذي ينفق فيه صانعو السيارات التقليديون عشرات المليارات من الدولارات على التكنولوجيا. ويبدو من المرجح أن يتم إطلاق سيارة إي كيو أس سيدان الجديدة من مرسيدس-بنز في وقت مماثل لطرز أير من «لوسيد».
ختامًا، يمكن القول إن «لوسيد» لا تزال في بداية رحلتها. والمساهمون باتوا يشعرون بوضوح أكبر مما كانوا عليه قبل بضعة أشهر، لكنهم ما زالوا ينظرون بشكل خطير إلى المستقبل.