كان الأولى البحث عن الأخطاء وأسبابها لإصلاح الخلل وتعديل مسار منتخباتنا فنحن مقبلون على مشاركات مهمة، وإن رغبنا في التأهل لكأس العالم وتحقيق كأس آسيا، فلنستفد من ما حدث وتسبب في استمرار مسلسل الخسائر الأولمبية وهذه النسخة بالذات.
بنظرة واقعية على الأحداث يمكننا القول إن جميع الأطراف متسببة ومشتركة بالخطأ، الاتحاد السعودي لكرة القدم والمدرب واللاعبون والإعلام، وكل طرف تسبب في جزء من الخطأ الكبير فالاتحاد السعودي قام بتجديد الثقة بالمدرب الوطني الشهري ووقع عقدا معه إلى عام 2024، لكنه ترك الحبل على الغارب للأصوات المعارضة لتولي سعد الشهري تدريب المنتخب ومارست الضغط عليه مما خلق أجواء مشحونة تسببت في تشكيل ضغط غير عادي على المدرب جعلته يعمل تحت ضغط كبير من عدة جهات.
نعم سعد أخطأ في اختيار بعض العناصر التي أمل عليها لكنها خذلته، كما أن بعضهم لا تتناسب إمكانياته مع الخطط التي انتهجها في اللقاءين الأخيرين، ولكي يعزز صفوف الفريق وفق أسلوبه الذي انتهجه كان الأولى اختيار (صالح الشهري، فهد المولد، عبدالله الخيبري) وضم وليد الأحمد، بدلا من اعتماده على الفرج والدوسري والشهراني الذين شكلوا عبئا على الفريق بدلا من تعزيز صفوفه، مع عدم المجازفة بالعمري غير الجاهز فنيا بعد عودته من الإصابة.
أما اللاعبون وبالذات من ارتكزت عليهم الخطة فقد كانوا بعيدين كل البعد عن مستوياتهم وفاعليتهم مما تسبب في خلق فوضى بمنطقة المحور والدفاع، وإضاعة فرص الأهداف بالجملة لعدم وجود من يترجم جهود فريق كامل لأهداف، فالحمدان ليس الخيار المناسب لهذه المهمة لكنه اجتهد ضمن إمكانياته، ناهيك عن الأنانية التي طغت على بعض اللاعبين وساهمت في إحباط الكثير من هجمات منتخبنا.
أما بالنسبة للإعلام فينقسم إلى ثلاثة فرق، فريق ينتقد ويفند الأخطاء بمهنية وواقعية، وفريق ضد سعد الشهري ومتربص لأي خطأ، وفريق مؤيد لسعد ويبرر أي خطأ له مهما كان، مع أن الأول هو الصوت المطلوب وهو يقوم بدوره الفعلي إلا أن الثاني والثالث أصبح صوتهما هو الأعلى وهما بيت القصيد في مقالنا هذا، فأثر طرحهما انعكس على الشارع الرياضي وحتى على بعض اللاعبين وشكل أداة ضغط غير طبيعية على الفريق وعلى مدربه، كلنا مخطئ وكلنا مجتهد وكلنا عاشق لمنتخبنا لكن إذا غابت المهنية والمنطق أصبحنا نريد منتخبا تفصيله على هوانا؟! وعلى الخير نلتقي.
@alghanim70