تجد من يحب المدح أمام الناس، وفي المقابل هناك من لا يكترث بالمدح.. وتلقى من يمزح وهناك الجاد الذي لا يعرف المزاح.. هناك من يهوى نشر أخباره وسيرته وروحاته وجياته، وهناك من يستعين على قضاء حوائجه بالكتمان.
بعضهم كأنه يريدك أن تشكره على الملأ.. وآخر لا يهتم.. وثالث يعتب عليك في دعوة رفضتها، ورابع يعذرك ولو لم تعتذر، وخامس لا يهتم.
من الناس من يبغى الظهور بمناسبة وبدونها، على عكس آخرين لا يهوون الظهور.. منهم من يحب الجلوس في صدر المجلس ومنهم من لا يعبأ بموضعه.. طبائع الناس تتفاوت هناك من جبل على العجلة وغيره على التأني، وهناك من كان طبعه الحلم والرفق وغيره الغضب والعنف.. أهمية معرفة طبائع الناس مهمة في الحياة وفي التعامل معهم، ومهمة في التعليم والدعوة والنصيحة...
معرفة نفسيات الناس تمكنك من صنع فن المسافات أو إتقان سياسة شعرة معاوية في علاقاتك معهم فتصبح قادرا على فرز الناس بناء على نفسياتهم، وتجعلك في مأمن من التصادم معهم، لأنك تأتي ما يحبون وتتجنب ما يكرهون.. ومعرفتها تجعلك تنزل الناس منازلهم، وتتجنب ثوراتهم.
في السيرة النبوية على صاحبها أزكى الصلوات وأتم التسليم استرعى انتباهي هذا الخبر.. لما فتح الرسول الكريم مكة أعطى الناس الأمان حتى يستسلموا بدون قتال ففقال لهم: «أنتم الطلقاء»، «ومن دخل داره فهو آمن».. فقال العباس بن عبدالمطلب:«يا رسول الله، إن أبا سفيان يحب الفخر، فاجعل له شيئا، قال: من دخل الكعبة فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن».. وأبو سفيان بن حرب من سادات قريش، وإليه كانت قيادة قوافل التجارة وإدارة شؤون الحرب، وأسلم عند فتح مكة.
درس عظيم في مراعاة النفوس يقول لك افهم طباع الناس وتعامل معهم حسب طباعهم.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
الأطباء لا يعالجون كل المرضى بعلاج واحد!
@alomary2008