لكن حينما يكون الحديث لعاشق كرة قدم يستمتع ويهتم بفنياتها ومهاراتها وذوقها قبل نتائجها ـ سواءً نصراويا أم غير ذلك ـ فإن النظرة ستختلف تماماً وستميل للامتعاض من تلك التصرفات التي تتنافى مع السحر الكروي البرازيلي الذي يحقق البطولات ويمتلك صكوكاً على المنصات بالتسحيبات والكباري والكعوب والتمريرات القاتلة والتسديدات اللافة والمقوسة، أما ما يقوم به هذا المحترف فما هو إلا مجرد تبديد لأوقات متعة المباريات واستنزاف للياقته الذهنية وتركيز زملائه بالملعب، لذلك من يتحدث بلغة الأرقام التي لا تكذب يجد النصر خرج من بطولات كانت بمتناول اليد كالدوري وكأس الملك وقبلها آسيا؛ لأسباب يظنها البعض غامضة، لكنها في الحقيقة كانت كالشمس التي لا تحجبها غرابيل العاطفة، فقد تحول النصر المدجج بمحترفين على مستوى فني ومالي عال جداً لفريق وديع يهزم من ضمك والقادسية.
كما أن الروح والرتم الفني العالي الذي تتميز به بعض الفرق كان نتيجة ممارسات فنية وقيادية موسوم بها أكثر من لاعب مؤثر، تحولت بعدها لعدوى أصابت الفريق بأكمله، لذا فسمات المجموعات هي نتاج صفات أفرادها.
لذلك، حلت بالنصر عدوى من نوع آخر تمثلت في (النرفزة) عند لاعبيه فصارت مرضاً أصابه في مقتل وأبعده عن الذهب، وللأسف أن المرض ما زالت أعراضه ظاهرة ونقلها السابقون للاحقين بوقت ما زال أطباؤهم يظنون بأن الوضع تحت السيطرة، وكأنهم لم يستفيقوا من صدمة موسمين غاليين بالمال شحيحين بالمنجزات.
(متعة اليورو) التي أسعدت شعب الدنمارك وأبكت نصف العالم على كريستيانو، وفاجأت الديوك، وصادمت بين الألمان والإنجليز كانت متعةً فنية تشرفت بها كرة القدم، وفي ثنايا صخبها وإثارتها وعالميتها إلا أننا لم نر مثل (حركات بيتروس) وشغبه ومناكفاته ومكاتفاته.
فهل لأنه أقوى (جسدياً) أم لأنه أضعف (عقلياً)؟
توقيعي:
قد يكتب الطبيب (روشتة الموت) لمريضه، حين يخونه التشخيص!