يحكى أنه كان هناك بستان أخضر وحديقة غناء مليئة بكل أنواع التمر والثمر الأصيل الذي يسر العاشقين.. كانت هذه الحديقة مميزة في كل تفاصيل الجمال بأغصانها المثمرة وأوراقها اليانعة وقوامها المياس المتمايل مع هبات النسيم وقطرات الندى عبر أفراح شارع التحلية من ألف ليلة وليلة.. ظلت تمد الحدائق بجوارها بأجود أنواع الثمر وأطيبه وأثمنه حتى أصبحت محط أفواه المعجبين والمحبين يا غالي الأثمان غلوك بالحيل.. من يوم سمو بك جميل المحيا.. وفي ليلة من ليالي الجفاء والجفاف زارها حطاب ليل بعد أن أراد الاستيلاء عليها وإعادة زراعتها بطريقة مختلفة حسب رغبته التي لا تتناسب مع هذا الجمال الذي تشكل خلال سنوات من عمر الزمن. فبدأ باستبدال الثمار وقطف الزهور وطمس التضاريس حتى أصبحت أثرا بعد عين.. قصقص الأشجار وشوه منظر الأغصان وأزال إقليما ناصعا من جمال الطبيعة رغبة في استبداله بمشتل لا يوازي طموحات العشاق الذين ظلوا سنوات يراقبون المشهد الإبداعي لهذا البستان الباذخ والحديقة الغناء.. وبعد كل هذه التغييرات لم يستطع هذا الحطاب تزيين الحديقة ولم تظهر أمام المحبين بالشكل اللائق.. فما كان منه إلا أن يجتث البستان من جذوره وطمسه وإخفاء ملامحه بالكامل حتى لا يتفوه عليه الزوار والعاشقون..
وفي ليلة الختام حضر رموزه ومحبوه محبة ورغبة في الاستمتاع بالمرور (مجرد المرور) لأنه في الذاكرة وسيظل ويبقى كذلك..
وجدوه حطاما وركاما.. وبلسان الألم والجروح خذني بقايا جروح..
وينك يا فنر هالبيت.. بعدك انطفى الشارع..
وما بقى بالشوارع نور.. وين أنت؟
@hsasmg1