DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سنابس.. اليد التي لا تكسر..!!

سنابس.. اليد التي لا تكسر..!!
سنابس.. اليد التي لا تكسر..!!
عيسى الجوكم
سنابس.. اليد التي لا تكسر..!!
عيسى الجوكم
بعض الأحيان تشعر أن الكلام الزائد ناقص، في منظومة العدل.
ومبدأ إعطاء كل صاحب حق حقه كاملا إنصافا وأخلاقا ومهنية... شعور انتابني عندما انحرفت محبرتي عن المجنونة الكبيرة، واتجهت عبر بوصلة الأصغر منها حجما وشباكا وملعبا ومدرجا (كرة اليد).
أعرف جيدا لغة الإبداع في كرة اليد، فقد سبحت في هذا النهر كثيرا على مستوى المنتخبات والأندية والإثارة والندية، وحتى على المستويين الإعلامي والجماهيري..لكنني عندما أقرأ سيرة قبضة النور، تتوقف عيناي عند نثر وشعر ورواية الإبهار من هذه المدينة الغارقة في ذهب اللعبة.
نعم هي يد النور التي استمدت سرياليتها المبدعة من مدينتها «سنابس» التي امتزجت فيها نخلة البستان مع موجة البحر في لوحة غامضة لطبيعة متنوعة.. وعندما ادفش مفردة السريالية، فليس من باب الفلسفة، ولكنني أقف عاجزا عن تفسير ملامح صورة صمدت لأكثر من ثلاثين عاما وهي تزخر بألوان البطولات على كافة الأصعدة، والنجوم في كل الفئات، وتغذية المنتخبات بالكوادر الفنية والإدارية، واللعبة قد لا تجد في سنوات طوال قوت يومها «لأن العين بصيرة واليد قصيرة» في المال والإمكانيات طبعا، وطويلة بالمنجز والإبداع.
هذه اللوحة بجمالها الفاتن أتعبتني من كثرة النظر لكنني لم أفهم بعد زيت ألوانها، وقرأت حكايتها كثيرا ولم أفهم أيضا فصولها، فهي معادلة الخيال في الواقع.. يد النور حكاية ينطبق عليها «البطل الذي ولد من معاناة الحرمان، ولم يكن في فمه ملعقة من ذهب» .
أعرف ويعرف غيري أن يد النور حالة استثنائية في المنجز المحلي والخارجي، رغم إمكانياتها الضعيفة التي حولها أبناء سنابس لإمكانيات مذهلة في البطولات والانتصارات، فأبناء سنابس نموذج يحتذى به، رسموا لمدينتهم خارطة البطولات دون أن يهتموا بالأسماء، فأصبحت اللعبة لديهم كما هي لعبة التتابع في أم الألعاب، كل منهم يؤدي دوره ويسلم «العصا» لمن بعده.
كل الكلمات لا تفيهم حقهم، من خلال الضوء المتناثر من قبضتهم لكننا سنكتب في محاولة يائسة لمجاراة إبهارهم المتوقد الذي أشعل الساحة الرياضية نبضا ومشاعر، وحول المستحيل لواقع، ولا مبالغة في هذا الوصف.. النور حكاية تشم منها رائحة عبق التاريخ، ومساحة كبيرة في كرة اليد السعودية.
لم تكسر هذه اليد وهي تغذي الفرق الكبيرة بالنجوم، لأنها أرض خصبة لتفريخ المواهب... لكنني أتوق كغيري لمعرفة السر وراء هذا الحضور الطاغي للعبة كرة اليد في النور.
نعم سنابس.. لغة جميلة في كتاب كرة اليد.. أحرفها متقنة.. وكلماتها عذبة.. وجملها أقرب للقصيدة.. وعناوينها تدرس.. لم لا وهي تصنع الفرح لأبناء المدينة في كل عام.
سنابس.. يا رائحة السعف الأخضر في القرى.. يا من ينام أهلك الطيبون على وسادة الذهب.. وتتراقص طموحاتهم على جفن الدنيا دون تعب.. لقد منحك شبابك أريج المجد الزاكي الذي لا يهرم.
كنا نكتب عن نجوم سابقين لهذه المدينة عظيم وعزيز وغيرهما ممن أسس للعبة في هذا النادي، وبعد ربع قرن نكتب عن مجتبى ومهدي وغيرهما، والعامل المشترك ما بين الماضي والحاضر هو الذهب.
يتغير الزمان والمكان.. وما يكتب عن السنابسي في الماضي يناسب الحاضر والمستقبل.. فهي دائما في القمة.. وما ضمه للقب النخبة إلى لقب الدوري هذا الموسم إلا برهان أن هذه القبضة لا تكسر.