التفكير هو أساس الحياة؛ لأنه إذا تغير تفكيرك قد تتغير حياتك وحياة المحيطين بك، وللتفكير السليم مهارات ينبغي تعلمها واكتسابها.. من أهمها مهارة المرونة، لكي يستطيع الإنسان فعل الأشياء بطرق مختلفة، وعدم الاعتماد على اتجاه واحد، وأيضاً مهارة وضع البدائل والخيارات والحلول للمشاكل، وذلك يساعد كثيراً في تخطي العقبات والوصول لما نريد.. ولا ننسى مهارة التخطيط، فهي مهمة جدا لتحديد الهدف، ومعالجة المشكلة بعد تحديدها.
وبلا شك مهارات التفكير والدراسات حوله كثيرة، ولكن مؤخرا ظهرت دراسة أجنبية تقول: (إن التفكير بلغة مختلفة يمنح مساحةً من البوح لحل المشاكل).
ونحن نعلم أن المنطق البشري يتشكل عن طريق التعاملات العاطفية الفورية تجاه الكلمات المشحونة عاطفياً، وذلك يختلف في اللغات غير الأصلية.
واللغة تؤثر بلا شك على التفكير؛ والتفكير بلغة مختلفة يفتح آفاقاً واسعةً ويضع تصورات أخرى، والمتحدثون بلغات مختلفة يرون العالم بصور أخرى.
وصحيح أن البشر يتساوون في مدركاتهم الحسية للأشياء برغم اختلاف الألفاظ واللغة؛ ولكن اللغة جزء من المجتمع، ولكل مجتمع ثقافته وقيمه ومعتقداته وطريقة تفكيره، الذي تؤثر في لغته.
وكانت هنالك سلسلة تجارب على أكثر من 300 شخص من الولايات المتحدة وكوريا أثبتت أن التفكير بلغة ثانية يجعل التفكير مختلفاً، وإدراكه للمخاطر والفوائد متبايناً، واتخاذه للقرار يكون أقل حدةً وأقل انفعالاً؛ لأن الجواب عندما يكون بلغتك الأصلية يكون جواباً مباشراً، وأوتوماتيكياً!، لكن عندما يطرح عليك ذات السؤال بلغة أخرى، تكون هنالك مساحة من التفكير والتأني في اتخاذ القرار.. فضلاً عن أن تفاعلك مع كلمات نابية تسمعها بلغة أخرى لا يكون بنفس القدر عندما تكون بذات اللغة.
ومهما اختلفت اللغات وتنوعت الدراسات أتمنى أن نفكر بفكر ياباني عند العمل والإنجاز، وبفكر أوروبي عند الاستمتاع بالحياة.
وأن نبقى بفكرنا العربي في حب الوطن ومكوناته والتواصل الحميمي بين أفراد أسرتنا ومجتمعنا.