- أنا موجود ولله الحمد، إذ أديت ما أعتقد أنه يرضي ضميري، حيث إنني خدمت الوطن في مجال الشباب والرياضة والإعلام لمدة 36 عاما، وهذه فترة فيها خير وبركة وكافية، وتشرفت بالعمل تحت إدارة أصحاب السمو الأمراء رؤساء رعاية الشباب بدءًا بالأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-، الذي تعلمنا منه الكثير في بداياتنا، والأمير سلطان بن فهد، والأمير نواف بن فيصل -حفظهما الله-، إذ حظيت منهم بتوجيهات واستفدت منها كثيرًا، بالإضافة لعملي مع العديد من الزملاء في رعاية الشباب، وفي الإعلام إذ حظيت واحتفظ بتعامل وافٍ وأخوي من الجميع.
ما سبب ابتعادك عن الوسط الرياضي؟
- أنا حاليا لست بعيدا عن الرياضة، حيث إنني أتابعها ولكنني لست أمارس العمل حاليا، وتفرغت لأعمالي الخاصة والابتعاد ليس ابتعادا حقيقيا.
ما المناصب، التي توليتها رياضيا؟
- عملت رسميا في رعاية الشباب بعد تخرجي في الجامعة تخصص (أخصائي ثقافي) في الشؤون الثقافية ثم بعد حصولي على شهادة الماجستير وتعييني مديرا لإدارة النشاط الاجتماعي تدرجت في قطاع الشباب حتى وصلت لمنصب وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب بتوفيق من الله ثم بدعم وتوجيهات رؤساء رعاية الشباب، وأيضا عملت في قطاع الرياضة سواء في عضوية اتحاد القدم أو العضوية الأولمبية السعودية، وكذلك في عضوية اتحاد الطائرة، التي تعتبر من أقدم المناصب التي تشرفت بالعمل فيها مع نخبة من الزملاء وعلى رأسهم أخي الدكتور صالح بن ناصر، وكذلك عملت في لجان كثيرة في الاتحاد العربي لكرة القدم في اللجنة الإعلامية مع الشيخ عيسى بن راشد -رحمه الله-، وعثمان السعد -رحمه الله-، وفي الاتحاد العربي للطائرة على أيام الأمين العام رزاق الطائف -رحمه الله-، وأنا تشرفت بالعمل في لجان كثيرة.
ما أهم منصب بالنسبة لك؟
- في الحقيقة جميع المناصب، التي تشرفت بالعمل فيها في رعاية الشباب هي مناصب مهمة لكن يظل العمل الشبابي، الذي عملت فيه من أهم الأعمال سواء كان في وكالة شؤون الشباب أو بيوت الشباب أو في معسكرات العمل، ويعتبر أهم منصب بالنسبة لي وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب.
ما علاقتك بالأمير الراحل فيصل بن فهد؟
- الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- مدرسة لكل مَنْ عمل معه من الرياضيين ومن الشباب ومن الإعلاميين، والأمير فيصل -رحمه الله- رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فأنا تشرفت بالعمل مع سموه منذ بداياتي أول التسعينيات الهجرية عندما بدأ سموه بالعمل في رعاية الشباب في عام 1972م، أصبح مديرا عاما لرعاية الشباب وبعدها بعامين أصبح رئيسا عاما لرعاية الشباب بعد أن استقل وارتبط بمجلس الوزراء في أهم مراحل هذا القطاع سواء في تنفيذ المباني الرياضية الضخمة أو إعداد الموارد البشرية والقيادات، علاقتي مع سموه -رحمه الله- علاقة وطيدة، وأنا مدين له فيما وصلت إليه سواء كان عندما بعثني لدراسة اللغة الإنجليزية أو عندما رشحني للكثير من المناصب أو عندما رشحني لتمثيل المملكة في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات، ويعتبر بالنسبة لي ولكثير من زملائي هو مدرستنا، وله الفضل بعد الله فيما وصلنا إليه.
ما أبرز الذكريات، التي جمعتكم؟
- من أبرز الذكريات، التي جمعتني بالأمير الراحل ذكريات كثيرة، فأنا تشرفت بالعمل معه كمدير عام للإعلام والنشر وهذا من المناصب، التي شرفني بها بعد وفاة زميلي علي العلي -رحمه الله-، كما أنني تشرفت بمرافقة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- في العديد من المؤتمرات الشبابية والرياضية والثقافية، سواء في مؤتمرات وزراء الشباب في مجلس التعاون الخليجي أو العربي واجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجان الأولمبية. فكان الراحل نعم الموجه والرفيق واستفدنا منه كثيرًا سواء على صعيد العمل أو الشخصي، فكانت له بصمات كثيرة علينا.
هل يمكن أن تحدثنا عن موقف إنساني حدث للراحل؟
- المواقف الإنسانية في حياة الأمير فيصل -رحمه الله- جوانب في غاية الأهمية، وفي الحقيقة أعماله الإنسانية كثيرة، ومنها ما أنا أعرفه ومنها ما يعرفه زملائي ومنها ما لا يعرفه أحد (لوجه الله)، رحمه الله جُبل على الخير والعطاء، لا أظن أنه سمع عن مريض إلا ووقف معه وأمر بعلاجه ليس فقط على مستوى المملكة، بل على مستوى البلدان الأخرى من الرياضيين والإعلاميين والناس عامة، كما أن مواقفه الإنسانية كثيرة ومشهودة ويصعب حصرها وأنا شهدت عليها وهذا ليس غريبا منه كونه مؤمنا بالأمور والرسالة الإنسانية، وكذلك مواقفه المشهودة مع الجمعيات الخيرية، وكذلك مساهماته في بناء المساجد وفي دعم المعاقين وإن شاء الله هذه الأعمال الخيرية تكون في ميزان حسناته.
ما أبرز صفاته؟
- من أبرز صفاته -رحمه الله- الحزم والقوة والهيبة من رب العالمين لكن مع الرحمة والرأفة والإنسانية، إنسان من الدرجة الأولى، كما أنه من أبرز صفاته أنه من كبار المثقفين في البلد وهذه حقيقة بصفة لا أبالغ فيها، فهو مَنْ أسس الثقافة في المملكة العربية السعودية سواء في الأندية الأدبية أو جمعيات الثقافة والفنون ويشهد له كافة المثقفين على ذلك.
بحكم قربك منه ما الشيء، الذي يعجب الراحل وما يغضبه؟
- من الأمور التي تعجبه -رحمه الله- أي إنجاز يسجل باسم الوطن، وكذلك كان في غاية القناعة والسعادة بعد اكتمال المباني والمنشآت الرياضية الحكومية واضرب مثالين على ذلك باستاد الملك فهد الدولي، الذي افتتحه الملك فهد -رحمه الله- في افتتاح كأس الخليج عام 1988، وكذلك مركز الملك فهد الثقافي الصرح الثقافي الكبير في الرياض، الذي افتتح بعد وفاته، ولكن هذا الصرح الكل يشهد له ببصمات سموه من خلال دعمه للثقافة والحركة الثقافية، وما يغضبه هو التراخي وما يغضب الله، وكان الرجل حريصا على الشعائر الدينية ولا يسمح لأي شخص إلا وأن يكون منتظما وممثلا لوطنه خير تمثيل ولا يسمح بالتجاوزات.
ما المناسبة الرياضية، التي شاهدت فيها الراحل سعيدًا حينها؟
- المناسبات الرياضية والشبابية، التي شاهدت فيها الراحل وهو سعيد مناسبات كثيرة ولا يمكن حصرها ولكن سوف استشهد بمناسبة ثقافية، فهي مناسبة مؤتمر الأدباء السعوديين الذي عقد في مكة المكرمة، فكان سعيدًا مع كبار المثقفين والمفكرين عندما نتج عن ذلك تأسيس الأندية الأدبية في المملكة، وهذا يؤكد حرصه على دعمه وتقديره للثقافة والأدب، كان سعيدا أيضا في مناسبة شبابية وهي مهرجان الشباب العربي وكنت شخصيًا تشرفت بأن أكون مسؤولا عن المهرجان، فكان سموه سعيدا بوجود آلاف الشباب العربي في الرياض، المناسبة الرياضية التي كان سعيدًا بها افتتاح استاد الملك فهد في افتتاح كأس الخليج بالإضافة إلى مناسبات أخرى عديدة.
مَنْ أقرب شخص كان للأمير؟
- كانت هناك شخصيات كثيرة قريبة، ولكن يبقى الملك فهد -رحمه الله- هو أقرب شخص للأمير فيصل، وكذلك والدته -رحمها الله-، حيث كان بارًا بهما، وكان مرافقا معها لسنوات طويلة في أمريكا أثناء علاجها، والشخصية القريبة المهمة للأمير فيصل هو الملك سلمان -حفظه الله-.
ما أغلى هدية تلقيتها منه؟
- بصراحه هدايا سمو الأمير فيصل -رحمه الله- كثيرة لكل مَنْ يعمل معه وليس شرطا أن تكون الهدايا بثمن بقدر ما يكون سعيدا لعملك وإنجازك كونه يشعرك بالسعادة من خلال تقدير الإنجاز، وهدايا كثيرة سواء كانت في العمل أو شخصيا، التي تمثلت في ابتعاثي إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية وهذه لفتة لا أنساها.
كيف تلقيت خبر رحيله؟
- في الحقيقة كانت من أكثر الساعات حزنا، وذلك لمكانته وقيمته بالإضافة إلى أن الخبر كان مفاجئا، خصوصا بعد حضوره افتتاح البطولة العربية في الأردن بشهر أغسطس عام 1999م، وعاد إلى الرياض في انتظار العودة لحضور الختام لكن إرادة الله فوق كل شيء، فكانت صدمة كبرى لكل الرياضيين وللوطن والمواطنين ولكل مَنْ تربطه علاقة مع سموه.
مَنْ الأشخاص، الذين كان يثق فيهم؟
- كانت له -رحمه الله- كلمة مشهورة وهي الثقة لا تتجزأ، فجميع العاملين معه يملكون الثقة ويثق فيهم ويثق في إخلاصهم وعطائهم للوطن سواء من السعوديين أو من العرب، الذين يعملون في القطاع الرياضي والشبابي والثقافي.
كيف ترى الإعلام الرياضي الحالي؟
- الحديث عنه يطول، أنا عملت فيه سواء من خلال إدارة الإعلام والنشر على مدى سنوات طويلة بالتزامن مع عملي الشبابي وأيضا من خلال لجنة الإعلام الرياضي بعد تشكيلها من قبل الراحل الأمير فيصل، وذلك بالتنسيق مع وزير الإعلام وقتها وتم التواصل مع الصحافة والتليفزيون والقنوات، التي الآن أصبحت وتحولت إلى الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي مما يعني أننا أسهمنا في وضع اللبنة الأولى للإعلام الرياضي، الذي يقوم الآن بدور كبير بقيادة وكيل وزارة الرياضة الدكتور رجاء الله السلمي بمعية زملائه الكرام.
ما تقييمك للحركة الرياضية حاليا؟
- الحركة الرياضية في بلادي تعمل بكل قوة وتنظيم وترتيب وبكل نشاط، من جيل لآخر، وصولا لأمير الشباب عبدالعزيز بن تركي الفيصل، الذي يواصل حضوره وتميزه وتطوره وقيادته للدفة الرياضية الشبابية من خلال دعمه لكافة الألعاب والأنشطة.