في العام 1971 ولا نزال على مقاعد الدراسة كان أول لقاءاتي بعلي عيسى الدوسري، كنا نحب الفن وكان نادي الاتفاق بالدمام يعيش حينها فترة انتصاراته الكروية وشهرته المبكرة فقابل ذلك باهتمامات فنية بينها إنشاؤه مسرحا، ومرسما فنيا. جمعني صيف ذلك العام مع علي عيسى وكنا نرسم وفق معارفنا وقدراتنا الفنية البسيطة، كان منزلنا قريبا من النادي فكنت أتردد وأرسم كثيرا، جمعنا معرض النادي وكان الملتقى الأول لأعمالنا الفنية، عندما تقلد رئاسة قسم الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام أواخر السبعينيات، طلب أن أنضم معه كمقرر للقسم. اشتغلنا سوية وكان حريصا على إقامة المعارض التي لم يكن غيرها وكان مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالشرقية هو ما تقابله نشاطات الجمعية التي كانت أكثر تنويعا، تعددت مواهب علي الدوسري إلى ديكور الأعمال التلفزيونية والمسرحية خاصة مع نادي الاتفاق والجمعية، ثم المجسمات الجمالية التي سعى لإقامتها في مدن الشرقية متواصلا مع أمانتها دون جدوى. اشتغل أعماله الفنية وكان كثير التجريب على الخامات فوظف المعاجين والأخشاب والقصدير وخامات مختلفة أخرى لتحقيق عمل فني يعبر عن البيئة والتراث المحلي الذي رسمه في أعماله المبكرة، متأثرا بمشاهداته لأعمال فناني البحرين الأوائل، تتواصل هذه الاهتمامات مجتمعة، يضيف إليها التصوير الضوئي الذي فتح له أفقا جديدا سماه (التصوير المغاير) وهو يلتقط مشاهده ويضيف إليها محققا شكلا من الحركة التي تقوم على فتح عدسة الكاميرا وسرعة الالتقاط ثم معالجة حاسوبية لذلك، أقام لهذه التجربة أكثر من معرض في الخبر والرياض خلاف عروضه الفردية الخارجية التي وجدت أصداء إيجابية، علي عيسى الدوسري رحمه الله اسم رائد على مستوى الفنون في المنطقة الشرقية واحد ممن أسهموا في نشأتها المبكرة كفنان وكمسئول.
solimanart@gmail.com