سأعرج في هذه المحطة على بعض الجنود المجهولين في وسطنا الرياضي، ممن يحققون النجاحات المحلية والخارجية في الشأن الإداري دون أن يلتفت لهم أحد، ودون أن يبرز عملهم المتقن، وذنبهم الوحيد أنهم لا يعشقون اللهث وراء الضوء، لكن من حقهم علينا أن نضعهم في بقعة الضوء لأنهم يستحقون هذه المكانة.
ومن هؤلاء محمد السليم رئيس لجنة التراخيص للأندية السعودية بالاتحاد الآسيوي، والذي عمل طوال الفترة الماضية على تنبيه الأندية وصناع القرار فيها بأن المرحلة الحالية لا يمكن السباحة فيها بدون قارب النظام واللوائح، وكانت رسائل هذه اللجنة التي يترأسها الشاب السليم للأندية السعودية جرس إنذار لما سيكون عليه الوضع في ملفي الحوكمة والكفاءة المالية في الشأن الداخلي للأندية، بعضها تلقف هذه الرسائل ونجح في بعض الملفات وبعضها فشل.
ويحسب للسليم ولجنته الوضوح والشفافية مع الأندية، دون أن يخلق أجواء من التوتر والعداء والتصادم، ولعل الخبرة الإدارية لهذا الشاب هو من أوصل (التراخيص) لبر الأمان دون التنازل عن الأنظمة، خصوصا في مواجهة الأندية الجماهيرية الإعلامية، وفي نفس الوقت دون تصادم، ولعمري هذه العقلية هي ما تحتاج إليه اللجان السيادية في اتحاد الكرة، وملخص ذلك أن ترفع الكرت الأصفر أو الأحمر للأندية وأنت مبتسم بدون وجه العبوس لأنها الشعرة التي تفجر المواقف.
السليم معجب به إداريا عندما كان في الجهاز الإداري لقدم الفتح في الموسم الاستثنائي، الذي نجح فيه أبناء النخيل الباسقات من تحقيق لقب الدوري السعودي، وزاد هذا الإعجاب عندما أدار لجنة التراخيص باحترافية عالية.
نحتاج لنماذج مثل السليم، حتى تنجح اللجان بدون قرارات متناقضة، أو تصريحات (غبية) تجعل حالة التصادم واقعا بين الأندية واللجان.