في علم الحساب، كل رقم يمثل قيمة في خانته، حتى الصفرعدد ويضيف قيمة إذا أضيف إلى عدد آخر، وهو كذلك في علم الإنسان، حيث إن جميع سلوكيات الإنسان الاجتماعية والنفسية تصنف باستخدام أرقام؛ لأهمية الرقم في تحليل السلوك.
حياة الإنسان تبدأ من الساعة صفر، من وقت الميلاد، ثم يبدأ العد التصاعدي سنة بعد أخرى، ولكن لا يتصاعد الرقم عبثا، في كل سنة نتعلم ونكتسب ونمارس مختلف المهارات والتجارب الحياتية.
ويستمر العمر في التقدم بمرور الزمن، في هذه السنوات تتسع فيها مداركنا، وينضج فيها العقل أكثر، ويتبعها تغيرات فسيولوجية وسيكولوجية، وهكذا تباعا عندما نتقدم في العمر ونصل لمرحلة عمرية معينة يصبح الرقم رمزا للثقة، وكلما زدنا رقما زدنا قناعة وحكمة ونضجا، ويربأ العاقل بنفسه عن سفاسف الأمور، نتمنى فيها طول العمر ومزيدا من الصحة، ولكن قد يصبح هاجسا وسوء منقلب أحيانا، يفقد فيها الإنسان صوابه وعقله ويتخبط في حياته بسوء إدارة وسوء تكيف ويعلل ذلك بأن العمر مجرد رقم لا يهم أي رقم وصل إليه، الأهم أن يعيش حياته بشتى السبل.
البعض عندما يتجاوز رقم الشباب المبكر ويصل لمرحلة الرشد، يبدأ يشعر بالقلق ويختزل ما مضى ويمضي في شيء من الشعوربالتراجع، ولا يريد التقدم في السن، أحيانا يصل إلى مرحلة العشوائية في حياته وقراراته؛ خشية الرقم، البعض الرقم هاجس لهم ويقلقهم جدا أي رقم بلغوا. يتمنى أن يتوقف الرقم؛ كي لا يشعر به ولا يريد أن يفصح عنه. ويكاد الأمر يكون أكثر شيوعا بين النساء، ومن أكثر ما يربكهن تغير الرقم قد يصل إلى الڤوبيا أحيانا.
ليس صحيحا أن العمر مجرد رقم، ولا يهم لأي رقم بلغنا، بل مهم جدا أن يعيش الإنسان مستشعرا وجوده والغرض منه، لم يخلق عبثا ولا رقما بين مليارات البشر، لا يمكن أن يعيش من بلغ الثلاثين بطيش العشرين؛ بحجة أنه مجرد رقم، وقد يكون غريب ومريب أن يعيش من بلغ السبعين بعنفوان الشباب في الثلاثين لنفس الحجة. وإن كان هذا ما يحدث اعتقد سيكون هناك اختلال في التركيبة المجتمعية، وقد يصنف إلى اختلال في القدرة العقلية أيضا، أصبح كل من أراد أن ينحرف عن الطريق الصحيح أو يجد فسحة لأهوائه قال (العمر رقم ما يهم). العمر رقم لكنه الرقم الصعب لمن لا يعيشه باعتدال لا ضرر ولا ضرار، وكذلك لمن انغمس في ملاهي الحياة ومفسداتها ولم يكرس وقته وحياته طاعة لله والتقرب منه وفي طلب العلم، فحياتنا إما علما أو عملا، في حينها يكون الرقم مهما ولكن ليس عائقا.
هي أيام وسنوات تمضي، ولكننا محاسبون عن كل ما فيها، سنقف أمام العزيز القدير ونسأل عن كل ما مضي في حينها هو ليس مجرد رقم. روى ابن حبان والترمذي في جامعه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه".
Najah_Alzahrani @