يرى المتابع لواقع ريادة الأعمال في المملكة ما يشهده هذا القطاع من تطورات متسارعة، حيث شكلت الخمس السنوات الماضية الفترة الذهبية لعصر ريادة الأعمال بفضل توجيهات المملكة في دعم ريادة الأعمال ورواد الأعمال، وإعطائهم أولوية متقدمة في خطة التحول الوطني وهو ما تم ترجمته إلى واقع ملموس، تمثلت بحزمة قرارات عملت على دفع وتسريع العمل الريادي.
وتشير المتابعات حول واقع ريادة الأعمال إلى وجود عدد كبير من الجهات الداعمة التي تقدم صورا مختلفة من الدعم الفني، التقني، المالي.. لمساعدة الشباب على تطوير أعمالهم وتأسيس مشاريعهم. وعلى الرغم من ذلك مازالت هناك بعض المعوقات التي يعاني منها رواد الأعمال، ويؤثر ذلك سلبا على مشاريعهم الناشئة وحتى مع الدعم الذي تقدمه حاضنات الأعمال يبقى الحال على ما هو عليه لتلك المنشآت! قد يعود السبب للصعوبات المالية التي تواجه رواد الأعمال، وبحسب الاستطلاعات جاء هذا الأمر في المرتبة الأولى سواء كان من ناحية الحصول على التمويل أو تغطية تكاليف المشروع، إضافة إلى صعوبات تسويق المنتج ووصوله للعالمية وأيضا العثور على مرشد وقد يكون سبب فشل العديد من المشاريع الناشئة هو عدم توافر مرشد جيد ذي خبرة بمجال المشروع منذ البداية. وبالتالي تكون الدراسات والأرقام الخاصة بالسوق والمنتج مليئة بالمغالطات مع عدم وجود إرشادات عملية تساعد على معرفة التحديات الخاصة بالمشروع مع إيجاد حلول مناسبة لها، والأهم من ذلك كله أن توفر حاضنات الأعمال الدعم المستمر للمنشآت التي تحت مظلتها حتى بعد خروجها من نطاق الدعم المحدد بسنوات معينة.
ما هي شركات اليونيكورن! والتي نطمح لوجود حاضنات أعمال تصل بالشركات الناشئة لتلك المرحلة، استخدم مصطلح شركات الـ«يونيكورن» للمرة الأولى عام 2013، وهو مصطلح اقتصادي استخدمته الخبيرة المالية الأمريكية «أيلين لي» لوصف أي شركة مملوكة ملكية خاصة تبلغ قيمتها مليار دولار أو أكثر، حيث يبلغ عدد شركات يونيكورن على مستوى العالم 326 شركة، وتحظى الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر عدد من الشركات الناشئة التي تصل قيمتها إلى أكثر من مليار دولار «يونيكورن»، هذه الشركات تكون عالية التأثير، وسريعة النمو، وتغير ما تعودنا عليه في مفهوم الشركات الناشئة، غير أن منطقة الشرق الأوسط تقبع خارج هذه المعادلة! ويتركز أكثر من نصف شركات «يونيكورن» (51%) عالميا في ثلاثة قطاعات هي على التوالي: التجارة الإلكترونية والأسواق عبر الإنترنت، والبرمجيات والخدمات الخاصة بالإنترنت، وفي منطقة الشرق الأوسط ازدياد كبير لعدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة ويعني ذلك عددا أكبر من العملاء المحتملين للشركات العاملة عبر الإنترنت، وبالتالي قد يعني قيمة مالية أكبر للشركات الناشئة التي تعمل عبر الإنترنت في المنطقة، وهي فرص ينبغي استغلالها بالشكل الأمثل للوصول بالشركات الناشئة في المملكة لشركات «يونيكورن»!
@HindAlahmed