أكاد أميل كل الميل إلى تصديق المقولة السائرة الشهيرة، التي ما زلنا نرددها مرارا «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء»، وهي كذلك بالفعل، رغم استهانة البعض بصحتهم وعافيتهم وسلامتهم، فهي تاج ذهبي على رؤوس الأصحاء، لا يشعر بها إلا من فقدها، وإهمال العمل بهذه المقولة -الصائبة والسديدة- يتمحور في واقع الأمر من خلال جهلنا أو تجاهلنا لصيانة أجسامنا كما يجب أن تكون عليه الصيانة، وتشدني علامات العجب والاستغراب من أنني حينما أشاهد بعيني المجردة كما يشاهد غيري العديد من الناس وهم يهتمون أشد الاهتمام بصيانة مركباتهم بشكل دوري أو شبه دوري، في وقت يهملون فيه صيانة أجسامهم والكشف عليها بين حين وحين؛ تلافيا لوقوع أمراض مستعصية، قد لا يدركون مدى خطورتها إلا حينما تقع الفأس في الرأس.
وليست المركبات وحدها صاحبة الأولوية في الصيانة عند العديد من البشر، فبعضهم يهتم اهتماما شديدا بصيانة منازلهم وحدائقهم واستراحاتهم، ولا يفكرون مليا في صيانة أجسادهم وإبعادها عن شبح الأمراض المخيفة وغير المخيفة بسبب التهاون في الكشف عليها ولو مرة واحدة في العام، وقد دفعني لكتابة هذه العجالة ذات الموضوع المرتبط بصيانة الأجسام والمحافظة على سلامتها، هذه المخاوف -الخالية تماما من العقلانية والصواب- حول التلقيح المضاد لفيروس كورونا المستجد، فالبعض للأسف الشديد ميال إلى تصديق شائعات مغرضة هي أقرب إلى الأكاذيب والخيالات الزائفة البعيدة تمام البعد عن الصحة، وقد نسجوا منها حكايات عجيبة حول أضرار اللقاح ومردوداته السلبية على أجسام البشر، رغم أنه جاء نتاجا لمجهودات علماء مختصين، أرادوا بعد تجربته سريريا إنقاذ البشرية من ويلات تلك الجائحة، التي ما زالت تفتك بالناس في كل مكان.
mhsuwaigh98@hotmail.com