الراصد لما يدور في فلك الأحداث الدولية إجمالا وما يلتقي في أطر المشهد الراهن من سلوك النظام الإيراني المحبط في المنطقة يستنبط كيف أن العالم، يوما بعد آخر، بدأ يضيق ذرعا من الممارسات الإرهابية والسلوكيات الإيرانية اللامسؤولة، وهي تتخذ من دعم وتسليح أذرها من الميليشيات الخارجة عن القانون والتي تتمركز في دول عربية وإقليمية، للقيام بمختلف أنواع الجرائم والاعتداءات والتجاوزات للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية في سبيل زعزعة أمن المنطقة والعالم، بما يخدم تحقيق أجندات نظام طهران التوسعية المشبوهة وغاياته الشيطانية الخبيثة، في واقع محبط يؤكد أن هذا النظام لم يترك الكثير من الخيارات أو الفرص لأن يكون جزءا طبيعيا من العالم، بل بات مصدر تهديد رئيس للبشرية ولسلامة مقومات الاستقرار الدولي.
إدانة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الشديدة لإطلاق ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران مقذوفا عسكريا تجاه إحدى القرى بمنطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، واستهداف المدنيين والأعيان المدنية، وتأكيده مجددا في بيان تضامن منظمة التعاون الإسلامي وقوفها مع المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها والحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها، وما يأتي في ذات الإطار بما أعربت عنه مصر من بالغ إدانتها لإطلاق ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران مقذوفا عسكريا تجاه إحدى القرى الحدودية في محافظة العارضة بمنطقة جازان، وتأكيدها في بيان لوزارة خارجية مصر، وقوفها حكومة وشعبا، بجانب المملكة في مواجهتها للإرهاب الغاشم وداعميه، وفيما تتخذه من إجراءات لصون أمنها واستقرارها وحماية مواطنيها من مثل هذه الهجمات الجبانة الدنيئة، وبقية الإدانات من دول عربية وإسلامية تحتوي ذات الحيثيات والرسائل.
فحين نمعن في هذه التفصيلات الآنفة، وما يتزامن معها من القرار الأمريكي بتصنيف ميليشيات الحوثي كجماعة إرهابية، وكذلك فرض عقوبات على كيانات ومنظمات إيرانية، ترتسم أمامنا ملامح الموقف الموحد إقليميا ودوليا من الإرهاب الإيراني، وكيف أن سلوك نظام طهران بات مرفوضا بكل تفاصيله، وبات الموقف الحازم أمامه أمرا لا يحتمل الكثير من الخيارات من قبل المجتمع الدولي.