يحق لنا في المملكة أن نتباشر، كل حين، بالتنمية والتقدم الذي تشهده بلادنا في هذه السنوات السمان بالرغم مما يحيط بنا ويتهددنا من شرور الكارهين والمتربصين. نحن، قيادة وشعبا، نحلم أحلاما تنموية واقتصادية كبرى ونوقن، بمشيئة الله، أنها ستتحقق على أرض الواقع لأننا لسنا دولة إدعاءات ومهاترات.
لقد لفت نظري أحد (اليوتيوبيين) حين قال إنه في الوقت الذي تتمنى دولة ما نفقا أو جسرا للسيارات يعلن ولي عهد المملكة عن مدينة الحلم الأكبر الخالية تماما من السيارات والتلوث والحوادث المرورية. أي مدينة المستقبل التي لم تحلم بها حتى أوروبا وأمريكا. تستطيع أن تقول إنها طموحات تقدمية سعودية، فوق العادة وما وراء الطبيعة التنموية، سيتعلم منها الكثيرون ممن يفطرون شعارات ويتعشون عنتريات.!!
خذ مثلا، على جهة أخرى، هذه الثقة التي تنامت منذ سنوات بالقطاع الطبي السعودي الذي بدأ يستقبل كثيرا من الخليجيين والعرب الراغبين في التطبب المحترف والآمن والمسؤول، حتى أن الكويتية الشهيرة فجر السعيد قررت أن تأخذ لقاح كورونا في المملكة، كونها مطمئنة إليه وإلى اليد التي ستعطيها إياه هنا. وحتى أن اللبنانية، الشهيرة أيضا، ليلى عبداللطيف أجرت عملية تنحيف على يد السعودي البروفيسور عائض القحطاني. وربما أستطيع أن أقول إن ما لا نعلم من الزوار والمستفيدين من قطاعنا الطبي الناجح أكثر مما نعلم، مثله مثل كل قطاع آخر لا نعرف سوى النزر اليسير من أخباره وتطوراته.
هناك، أيضا، تطورنا التقني على كل صعيد، إلى درجة أننا أصبحنا نستغرب كيف أن بعض الدول الصناعية المتقدمة ما زالت، في هذا المجال أو ذاك، تتعامل بالأوراق وبصمات الأصابع والزيارات المباشرة للمرافق الحكومية، بينما نحن نقفز كل يوم خطوة تقنية كبرى إلى الأمام في كل مرفق من مرافق حكومتنا.
ما نحن فيه نعمة كبرى وتقدم كبير والقادم أكبر وأفضل بإذن الله، والمهم هو أن نتباشر بهذه النعمة وهذا التقدم ونقلع عن جلد ذواتنا وتهبيط عزائمنا.. نحن في خير عميم وإلى خير كثير بإذن الله.
ma_alosaimi@