دولة الشمس كما يلقبونها والدائرة، التي في علمها ترمز لقرص الشمس مواردها قليلة وجبالها كثيرة تتعرض لمئات الزلازل كل عام، ومع ذلك تتربع على ثالث أكبر اقتصاد بالعالم تأثرت بأكبر هزات الحرب العالمية الثانية لكنها ما لبثت أن سجلت تعافيا اقتصاديا سريعا من خلال تطوير نظامها الاجتماعي والاقتصادي فيما يشبه المعجزة لتصبح من أكبر الدول المانحة على المسرح الدولي، وليصبح شعبها من أغنى شعوب العالم.
إنها إمبراطورية اليابان، التي تقع في أقصى الشرق على شكل جزر تعتمد على الصناعة وتشجع على الزراعة لقلة السهول، ولديها أكبر أسطول صيد بالعالم، ناطحات سحابها فريدة، جسورها معلقة، وقطاراتها منوعة، بلد الطبيعة الحسناء والمياه الزرقاء.
اللغة عندهم عبارة عن رسومات ورموز والمقطع الصوتي من تلك الكلمات يحتوي على حرف متحرك وحرف ساكن متعددة اللهجات، واللغة لديهم عبارة عن مجموعتين كل مجموعة تتكون من 46 حرفا أشبه ما تكون بشقشقة العصافير.
واليابان اليوم من الدول المتقدمة؛ لأنهم يعشقون الاكتشاف ويقدسون العمل مما جعلهم يدهشون العالم بالمزيد من الجديد، وتحتل علامتهم التجارية شهرة واسعة حول العالم، لأن المفهوم الياباني على وجه الخصوص يعتمد على ثقافة العمل واحترام النظام مما جعلهم يعيشون حياة سعيدة ذات قيمة كما يقولون.
لقد ساعد انفصال اليابان عن العالم جغرافيا إلى نشوء أنواع من العادات والتقاليد مكنتها تلك الثقافات من تجاوز الكثير من التحديات لنراها اليوم على قمة هرم الصناعات بعد أن كادت تلفظ أنفاسها بعد الحرب العالمية، واللافت للنظر حسب ما تقول الدراسات إن اليابان تحظى بواحدة من أطول مستويات العمر الصحي للإنسان إن لم تكن رائدة في ذلك، ويرجع السبب في ذلك إلى النظام الغذائي المحكم، حيث لعب دورا مهما في الصحة وطول العمر، فهو يحتوي على أطباق من الحساء والأسماك والأرز الأبيض والأعشاب البحرية مع الخضار والفواكه الطازجة لثلاث وجبات واحدة فقط أساسية وجميع الأطباق اليابانية تخلو من الدهون والسكريات، فضلا عن الاعتدال في الأكل مما كان له الأثر في خفض معدلات الوفيات المبكرة من الجلطات والتصلبات والسكتات، وبالتالي لا يمكن أن ترى الشخص السمين حسب القانون هذا عدا كونهم مهووسين بالنظافة وعاشقون للرياضة وليس لديهم خدم، ولهذا قام الباحثون على مستوى العالم بدراسة فوائد ذلك السلوك الغذائي، وكيف أثر ذلك على متوسطات العمر عندهم لمستويات قياسية كالذي يحدث في جزيرة أوكيناوا، التي تضم عددا كبيرا من المعمرين على مستوى العالم.
وإذا كان المطبخ الياباني يتميز بالبساطة، فإنه يتفوق بالغذاء الصحي المتكامل، الذي تعود مفاتيحه إلى الغذاء السليم، الذي يتجاوز أكثر مخاطر الإصابة بالسِّمن والسكري ودهون الكبد بعكس مما نحن فيه من أعراض وأمراض.
@yan1433