في العام 1969 عاد الفنان محمد الصقعبي إلى المملكة بعد سنوات من دراسة الديكور في أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا الإيطالية، ظهرت جمعية الثقافة والفنون بالدمام أواخر السبعينيات ومع بداياتها انضم إليها رئيسا لقسم الفنون التشكيلية، وفي مرسمها كان يزاول نشاطه الفني بشكل شبه يومي. بدأت مشاركات الصقعبي مع أول معارض الجمعية بالدمام، ثم المشاركة في المعرض الأول للجمعية في الرياض. كان الصقعبي قد التحق بالعمل في محطة تليفزيون الدمام كمهندس للديكور، بعد أعوام انتقل للعمل في [aa1] جامعة الملك فيصل بالدمام، التي أقام فيها أول معارضه الفردية، ثم أقام معرضا فرديا لأعماله نفسها في قاعة خاصة بالدمام.
تناول الحرف العربي والكتابة في بداية عروضه، وقد استعار آيات قرآنية كريمة، كانت الكتابة الهندسية أو الخط الكوفي في حال تبسيط، إلا أن الحرف بدا يتوارى لصالح مساحة تعبر عن اشتغال ونتيجة اللحظة والانفعال الفني، الذي تخطه معالجاته واختيار الألوان وعلاقاتها العفوية، التي يشتغلها بحس متدفق من التلقائية، ووفق تحقيق لحظة الدهشة والمتعة، التي لا تستغرق في التفاصيل قدر حرصه على نتيجة لحظته المشحونة والمنفعلة بنشوة الاكتشاف وفرح النتيجة، تمنحنا لوحة الصقعبي قدرا من التجلي، الذي لا تحده لحظة خوف أو تردده في التعبير بلون يضعه بالفرشاة أو سكين الرسم أو حتى بيده، تظهر مع بعض تجلياته مشاهد لفضاءات وبراري أو لمزارع وأراضٍ وتضاريس، فيها الأخضر والأزرق والأصفر كمَنْ يرى مشهده بعين طائر تتقارب فيه العناصر والمساحات، وتتجلى حالة التعبير الصرفة بعيدا عما يربك رؤيتنا أو استمتاعنا بدهشة الفنان وحالة تعبيره المتناهية.
قاعة «تجريد» بالرياض وابتداء من بعد غدٍ الجمعة تستضيف معرضا استعاديا للفنان الصقعبي، وهو محطة -عرض فردي- ثالثة في مسيرته الفنية.
aalsoliman@hotmail.com