كل رب أسرة يطمح أن يكون تحت سقف واحد يجمعه بعائلته في بيت ملك يجد معه الأمان والطمأنينة، ويغلق باب الخوف على وضع عائلته من قادم الأيام مع امتلاك المنزل أو الشقة أو الدبلكس.
وهنا تبدأ رحلة الآمال والطموح للوصول للهدف الحلم، فالخيارات ليست وردية وإن كانت متعددة، فهناك من لديه القدرة على شراء الأرض ومن ثم البدء في بنائها حسب المواصفات التي ترغبها الأسرة وتحتاجها، وهناك خيار الشراء وهذا الخيار ينقسم إلى نوعين، النوع الأول شراء منزل بمساحة تقدر «400-500م» ويطلق عليه «فلة سكنية» أو يكون أمام الخيار الثاني شراء «دبلكس» بمساحة «ملمومة» أبدعت المكاتب الهندسية في تجميل هياكلها ومداخلها وديكوراتها حسب ما يطلبه المتسابقون في «مكياج» تلك الكراتين لتبدو مغرية للمشتري، أما الخيار الثالث فيكون عن طريق امتلاك شقة سكنية في أحد المخططات المكتظة بالشقق.
ومع هذه الرغبات هناك سلبية مع كل خيار، فالصعوبة أو السلبية مع خيار شراء الأرض ثم البناء، تكمن في الغلاء الفاحش في أسعار الأراضي، وفيما يخص سلبية شراء «الدبلكسات» إن نسبة كبيرة منها غلب عليها «التلفيق» شغل تجاري «سلق بيض» سواء كان في مواد البناء أو السرعة في التنفيذ وكأن «قروبات» أو ملاك تلك «العلب الإسمنتية» في سباق مع الزمن في حلبات الجشع نمسي على أرض فلاة ونصبح على مدن من «الدبلكسات» ونتيجة السرعة في «التشطيب» تنتج التشققات بعد بيعها، لأن المبنى لم يأخذ الوقت الكافي للثبات،، مثال حي من خيال الواقع وليس من واقع الخيال حول عينة من معاناة المشترين، فمن يخدع بشراء تلك الوحدة السكنية تصدمه التشققات في المبنى الذي لم يعد صالحا للسكن، مما يضطره أن يستأجر بيتا آخر حتى يصلح ما أفسده «الجشع» وأهله وفي ذات الوقت الممول لن يتوقف عن المطالبة بتسديد القسط الشهري، وكما يقال «ضربتين في الرأس توجع» !
نأتي في معضلة تملك الشقق، وهنا لا نعمم فيما تم ذكره عن ملاك الدبلكسات والفلل وأيضا هنا مع الشقق، ففي التعميم إجحاف، لكم أن تتخيلوا شخصا اشترى شقة ليسلم من مطالبات أصحاب العقار بالإيجارات، ثم يجد نفسه مع جيرانه ملاك الشقق من حوله في تلك العمارة مع معاناة الصرف الصحي وانقطاع الكهرباء، نتيجة سوء السباكة والتسليك، وهذه المعاناة قد يضاف عليها جيران «متعبون» «حشف وسوء كيل» ويا قلب لا تحزن!!
رسالة لكل من سلك طريق البناء والبيع ويرى فيه مكاسب مالية، أن يستشعر أهمية الأمانة، ليجد الطمأنينة عندما يضع رأسه على المخدة فهناك من امتلك الأموال الطائلة ولكنه افتقد السعادة والطمأنينة.
و ما أجمل حديث النفس للنفس بصدق، حين يوجه من يبيع أو من ينفذ المشاريع السكنية هذا السؤال لنفسه، هل جودة البناء الذي يسكنه نفس جودة البناء الذي يبيعه أو يستثمره لأخيه «السعودي»، وليس القصد هنا أن يكون نفس الجودة فيما يخص الجمال أو الديكور من بلاط ورخام وجبس إلخ، ولكن المقصد جودة الأساس والإتقان في التنفيذ.
وفي ختام ما سبق من معاناة، نذكر من أتخمت أرصدتهم نتيجة بيع منتجاتهم، الخوف من الله والرأفة بمن أجهدهم سداد القروض الشهرية، وخاصة ممن تقلصت رواتبهم بعد ذهاب البدلات بعد التقاعد.
Saleh_hunaitem@