ماذا أريد من قولي ذلك؟ أرغب في التحذير وتنبيه الغافلين فالأمور تأتي بغتة، ولا ضغوط ستنفع، ولا تأويلات تفيد، ولا رجاءات تشبع، ولا انتظار يريح.
أتعجب حقيقة من آفة التفاؤل وكميته أن يتعدل حال النصر في ظل هذه الظروف والخيبات والخذلان.. فمعظمهم يتحدث عن تغييرات وتعديلات عشوائية دون تشخيص حقيقي لمشكلات النصر واختزالها في المدرب «السباك» الذي منع رحيله المال.. المال الذي لن يدفع المطالبون برحيله ريالا واحدا لو طلب منهم.
كم مرة سمعتم عبارة «اليوم كانت هناك أخطاء وسنعمل على تلافيها في المباراة القادمة ونعتذر لجماهيرنا ونعدهم بالأفضل» وتتكرر الأخطاء، ويعاودنا الخذلان.
في عشر جولات ٨ نقاط لو حسبت النسبة عمليا في كل عشر جولات ٨ نقاط فسيكون مجموع ما يحصل عليه النصر ٢٤ نقطة ليقال له وداعا.. وماذا سيحصل سيغادر النجوم المزعومون إلى ديارهم محملين بالأموال ولن يبالوا بأحد.
يحتاج النصر كمعدل نقطي من قراءات لمواسم سابقة الحصول على ٣٥ نقطة لضمان البقاء «أقولها بصرخة» لمن يسمع.. أي لابد أن يفوز في ٩ مبارايات بشرط منها ٤ فرق تنافسه في نفس المراكز هذا إن خدمته النتائج للفرق الأخرى.
كم هو مؤلم لمحبي النصر أن تكون حسابات الهبوط هي الحال بدلا من حسابات الصدارة.. وكم هو مزعج أن لا أحد يستطيع معرفة مشاكل النصر الحقيقية الصادقة ويرصدها بلا ميل ولا وصاية ولا انتصار للذات.
قولوا سوداوي، متشائم، لكن أؤكد أن معظم ما مر على النصر توقعته بعد أول جولتين.. وليدرك محب النصر أن شخصا سوداويا حذّر ونبّه خوفا على مآل الفريق خير من متفائل يستغفل المحبين.
ماذا يتوجب على النصر أن يفعل؟ الإجابة يجب أن يحيطه من يحبه صدقا لا طمعا ويحدد بإخلاص وشفافية مشكلاته، فإن كان الخطأ الأوحد من رئيس النادي فليجعلوه يستقيل ويتحملوا عنه التركة أو من المدرب فليدعموا ماليا «ليقشعوه» أو اللاعبين فليطردوا كل متخاذل لم ينفع معه الحوار والتنبيه.
ويبقى القول: لنكن قاسين وسياسة الترهيب اليوم أولى من الترغيب.. والمسؤولية تفرض وضع أسوأ الاحتمالات بلا مكابرة وعلى المسؤول أن يؤدي أمانته ويصدق مع الناس.. ولأولئك المكابرين لا تخدعوا الجمهور باستبعاد فكرة الهبوط، فواقع النصر اليوم مؤشر لنهايته وبرهان لمآلاته المتوقعة.. الوقت ينفد والقادم مر.
لعل كلامي يكون مخطئا فالانتصار للنصر أهم وأولى من انتصاري للذات.