إن أوَّل طريق للنجاح في الحياة وفي العمل هو النجاح في إدارة الذات وتطويرها والتعامل معها بفاعلية، كذلك ضبط النفس والشعور بالمسؤولية وقوة الإرادة والثقة في النفس والإيجابية ونفض غبار السلبية والتعامل مع الناس على قدر عقولهم والتحكم في درجة القرب منهم!
إن فن إدارة الحياة مع الناس، مهارة تحتاج إلى الكثير من (الخبرة) و(التجربة) كونها أمراً حتمياً، فطبيعة خلق البشر جُبلت على (التعايش) كمبدأ رئيس لتحقيق التكامل والاندماج البشري للبقاء على هذه الأرض، إن معظم خيبات الأمل التي نمر بها في رحلة الحياة كان مصدرها دائرة علاقتنا بالآخرين، لاسيما أولئك الذين منحناهم سقفاً عالياً من (الثقة) ولم يكونوا على قدرها.
يقول ويليام شكسبير «أحب جميع الناس لكن ثق بالقليل منهم». فنحن لا نعيش مع ملائكة، بل مع بشر يعتريهم النقص في أخلاقهم وتصرفاتهم وتعاملاتهم وكل شؤون حياتهم، علينا أن نقف على بعد مسافة ملائمة معهم، وكما يقول فيكتور هوغو «ارفع سقف طموحاتك إلى أكثر مما تستطيع واخفض سقف توقعاتك إلى أقل مما تستطيع».
فالناس عند الناس مقامات..
ومقامك عند الناس ليس فيما يقال لك أو ما تسمعه من كلام.. ولكن فيما تراه من فعل!
فأحياناً تصنع لنفسك مكانة في قلوب البعض (ظنّاً منك أنك تستحق هذه المكانة بالفعل)..
لكن تكتشف بشكل أو بآخر -وربما في الوقت الضائع- أنه لا مكان لك في قلوبهم أصلاً.
لا شك أن ذلك مؤلم، ولكن هذا لا يعطيك الحق في لوم أحد على الإطلاق. وإذا ما كان هناك أحد يستحق اللوم، فهو نفسك التي صورت لك ذلك.
فمن الناس الكريم، ومنهم اللئيم ويتعين عليك التفريق بينهما..
يقول الشاعر «إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا».
فليس الكريم كريم الأطعمة والعطايا، بل هو كريم الأخلاق والقيم. فترفّع بخُلِقِكَ كي يليق بك ولا تقابل الإساءة بالمثل، بل امضي في دربك ولا تجاري السفهاء حماقتهم كي يليق بك المقام وغادر حين يجرك الكلام.
وافتخر بصمتك، ولا أعني من مقالي هذا هضم النفس باستمرار ولا إهانتها، بل أعني الترفّع بنفسك فوق ما تستحق وألا تنزلها أقل ممّا تستحق.
وتذكر دائما أن معادلة تحقيق التوازن في حياتك تعتمد على جودة حياتك في أمورك وعدم الإفراط أو التفريط، فالوسط دائما متزن.
ijamalallail@gmail.com