يظل عمر السومة أحد أفضل المحترفين في ثنايا كرة القدم السعودية، خلال العقد الأخير وإلى وقتنا الحالي مازال يبهرنا بأهدافه، موهبة كروية، ونجم من الطراز الرفيع، سمته أنه (متقن ولماح) يسجل من أنصاف ما هو متاح، سجله حافل بالمنجزات على مدار السنوات الماضية مع فريقه الأهلي، فما اعتاد عليه هو هز الشباك، فمَنْ يدرك خطورة وأهمية وقيمة السومة هم حراس المرمى ومدافعو الخصوم، فعمر لا يحتمل في الميدان إلا رأيا واحدا لعشاق المستديرة، ألا وهو الاستمتاع بجماليات أهدافه بطرق شتى، وزوايا مختلفة، فما وصل له اللاعب من إبداع يأتي بتضافر جهود زملائه اللاعبين ماضيا وحاضرا، فكرة القدم من مؤثراتها الرائعة الجماعية، التي يسودها التناغم والانسجام بين أفراد المجموعة، فالاستخفاف والانتقاص من النجوم الكبار بطريقة غير حضارية تنم عن (ضحالة فكر) وسلوك مملوء بالتعصب المقيت لصاحبه، فمهارة الانتقاد لأي لاعب سواء السومة أو غيره أمر طبيعي في عالم كرة القدم، ولكن يجب ألا يخرج عن سياق الذوق العام والأخلاق الرياضية، خاصة عندما تظهر من أشخاص يفترض أن يكونوا قدوة للأجيال القادمة في الوسط الرياضي والإعلامي، علما بأنه لا يوجد لاعب نجم مارس هذه المجنونة وظل بنفس العطاء داخل المستطيل الأخضر، فأساطير اللعبة مروا بمنعطفات ودروبات في مستوياتهم، فهو أمر طبيعي، فاللاعب بشر لديه ما لديه من ظروف خارجة عن إرادته، ولكن يبقى (النجم الفذ)، الذي يعمل على تدارك ومعالجة مشاكله وأخطائه، ويعود بسرعة متناهية لمستواه المعهود، ويقدم أجمل الدروس، ويحرز أهدافا ممتعة بذكاء وذهول، فالسومة هو كذلك، مصنف من طينة الكبار، يمضي ولا يبالي، وكما أبدع في نزال الأهلي الماضي، ووجه رسالة من الميدان للمشككين في قدراته من زمان، مفادها أنني مهما ابتعدت فسوف أعود، فعاد بالهاتريك الثامن من مرتفعات الباحة، فقال لهم: أين أنتم يا مَنْ شككتم، وبعدها غبتم عن الساحة!!
