DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الغضب الأصفر..!

الغضب الأصفر..!
الغضب الأصفر..!
الواضح أن هزيمتي النصر المبكرتين (لم يمض إلا 6 % من الدروي) لخبطتا برمجة بعض العقول، فكمية النقد والانتقاص التي حدثت توازي عشر سنوات من تاريخ الإخفاق.. واتضح أن القدرة على تقييم وضع النصر (زيطي بيطي خيطي) يتبع رغبات ذاتية، وردة فعل نفسية للهزيمة أكثر منه تقييما عادلا ومنصفا للواقع الأصفر ومنظومته.. فوضع البعض في حالة «زعل» صنع منهم مفكرين، وناقدين، وعارفين المشكلةَ والحلول وأن ما يختارونه من تشخيص، ويقررونه من حلول، ويرونه هو الصحيح، وما يراه غيرهم خطأ ومصيبة..
والمزعج حقا هو حالة فرض الوصاية على ما يجب أن تعمله الإدارة أو يتوجب تغييره فصار كلٌّ يغني على ليلاه وهواه.. فذاك يطالب بإبعاد المدرب، وآخر يطلب رحيل الإدارة، وغيرهم يرى المشكلة في الاستغناء عن بعض اللاعبين، والآخر يرى المشكلة في المساعدين..
مؤكد أن الكل من حقه أن يدلي بدلوه، لكن مع «شوية» هدوء واحترام وتقدير للإدارة التي عملت الكثير واستطاعت أن توجد حولها داعمين كبارا.. «شوية» توقير لمن يطالب الجمهور وبعضهم يهم أن يتدخلوا ويحلوا مشكلة النصر.. كيف في هذه الأجواء المشجونة يمكن أن تشخص المشكلات الحقيقية، بالرغم من أن النقاد والمتابعين يختلفون في وجهات نظرهم.. كيف يمكن أن تجد الإدارة حلا وتحاسب وتراجع الوضع وحالة النقمة الفارغة تدور رحاها.
العجيب وهذا يحدث عند كل الفرق.. ولدى كثير من الجماهير، وإعلاميي الجماهير.. ما قيل عن النصر في آسيا انقلب تماما مع أول هزيمة لسبب بسيط أننا نتبع قاعدة «انتصر تكن مميزا في كل شيء وانهزم تكن أقل شيء وأسوأ فريق»..
هناك فرق بين رغبة وقناعة البعض بفتوريا وكونه لا يناسب النصر، وكونه سببا للهزيمة في الميدان والكورة بين أقدام اللاعبين، فذاك تأتيه الكرة «مقشرة» ويطوحها بعيدا، وذلك يستقبل المرمي فيعيد الكرة للوراء أو يعرضها بعيدا، وهذا يواجه المرمى فلا يجرؤ على التسديد، وذاك تقطع منه الكرة فلا يهتم باسترجاعها، وذلك مصاب بداء ترجيع الكرة، وآخر يعاني من الرهاب في مواجهة الخصم.
أتمنى حقا أن يتم تغيير المدرب فهو سيئ جدا، لكن هل تيقنوا أولئك حقا أن المشكلة واحدة، أم إنه في منظومة الفريق من يحتاج أيضا للتغيير.. خذوا تلك المعلومة 23 مدربا مروا على النصر في 10 سنوات فقط.. ماذا يعني ذلك لديكم؟ وكانوا كلهم سيئين، والفريق كان يعاني من ذات المعضلة.. وهناك من تعاقد مع فريق آخر في دورينا ونجح.
لا يهمني إن تغير مدرب أو لم يتغير فالمدرب إذا نزل الفريق للميدان فلن يمنحه همة، وعقلية، ودافعا حقيقيا ومسؤولية وروحا وحسن تدبير؛ لذا توجب أن يتماهى شعور ومسؤولية اللاعب مع خطة المدرب وتعليماته..
لمحبي النصر إعلاميين وجماهير طالبوا بما تشاءون لكن بعدالة وبصيرة، وبنقد موضوعي بعيد عن حالة «الزعل» والغيرة على الفريق، وبعيدا عن العاطفة، تساءلوا بحب واطرحوا بسماحة لكن لا تسمحوا لغير محبي النصر بالتشمت والإخلال وإيقاد الشحناء، ولا ترضوا بأن تكونوا سببا في ابتعاد داعمين كبار، ولا تظنوا أن رأي فلان هو الصحيح وغيره خطأ فالكل يرى مشكلة ويرى لها حلا من زعمه ورأيه، ولا تجلبوا الأذى الانساني لمن يعمل لأجل النصر ويجتهد حبا، وتمعنوا جيدا أن ما تقترحون من إبعاد أو استقطاب أو إلغاء أو تغيير هو مكلف ماديا ومعنويا بشكل كبير على النادي ولا تعرفون خبايا الأمور وتكاليفها وآثارها ولن يضمن أحدا شيئا حتى لو تغير أي أمر، ومن يكون في كواليس الأندية يدرك تماما حجم ما يمكن أن يعانيه أحدهم ولا يفهمه المتابع والمحب.
ولنتذكر قليلا مدرب التعاون حين كان يدرب النصر هزمنا حينها التعاون، وتم إلغاء عقده في الموسم لأن الفريق كان سيئا وها هو يهزمنا اليوم بفريق آخر فهل تجلت عبقريته في الملعب وغابت عنا..
ويبقى القول: حماية اللاعبين من النقد واللوم هو أسهل طريق لتعزيز أدائهم الضعيف والمتهاون.. مدرب النصر سيئ جدا وننتظر تغييره لكنه لم يضيع فرصا محققة أمام المرمى.. لم يسأل أحد عن همة وأداء اللاعبين وحملهم للشعار وبرودهم.. إن أخفق المدرب سيمكن تغييره لكن إن أخفق اللاعبون فمن سيغيرهم.. تبقى رسالة: اتفقوا على نقد صحيح مجرد من الأنا والعصبية، نقد بحب وتقدير لإدارة كيان كبير، ووجهوا النقد لكل من يجب نقده..المهم أن تعرفوا المشكلة الواقعة لتجدوا الحلول الناجعة.. كونوا عونا لفريقكم في حالة الانكسار قبل حالات الانتصار..