جميعنا سمع قصة البادي أظلم التي وقعت في زمن الخلافة العباسية حينما ذهبت امرأتان للقاضي ابن أبي ليلي، وهو قاض كبير في زمن المنصور، يختصمان في أمر ما، وروتا خلافهما، وتستمر القصة بتفاصيلها إلى حين نهايتها حين ضحك المنصور وقال «البادي أظلم»، وأصبحت هذه مقولة متداولة على ألسنتنا في كل يوم من حياتنا اليومية، فلم لا نغير حياتنا ونجعل البادي أجمل؟
نحن نعاني من مشكلة في وطننا العربي، هو أننا نركز على السلبيات أكثر من الإيجابيات، فعلى سبيل المثال نحن غالبا بدلا من أن نقول نعم للجسم الصحي نقول لا للبدانة، وقس على ذلك أيضا هذا المثل، البادي أظلم أو أجمل، فلماذا لا نبدأ بالخير، يقول الله -عز وجل- «ادفع بالتي هي أحسن» فعلا لماذا لا نكون نحن الأحسن، إن كنا نسير في الشارع نحن نبدأ بالسلام، وإن كنا في خلاف نحن نبدأ المصالحة، وإن كنا نقف عند الإشارة الضوئية نحن نبتدئ بالابتسامة
حتى في الخلافات، فضل الله الذي يبدأ بالصلح على غيره، كيف لا وهو من أصفى قلبه من كل الحقود، وكان الشخصية الإيجابية المبادرة، ومن يفعل هذا لا شك بقوة شخصيته وثقته بنفسه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)
التوازن هو المطلوب، فكما نحن لا نمدح البادي بالشر ونصفه بالبادي أظلم، لا بد من وجود نقيضه، وهو الشخص الأهم الذي يبدأ الخير والإحسان، ونكرمه بالبادي أجمل؟
علينا أن نكون نحن المبادرين، لا ننتظر أحدا أن يسلم علينا لنرد عليه، بل نحن نبتدئ كل خير، ونحن المبادرون، فما أجمل ذلك الذي يقدم المعروف لأجل المعروف دون أن ينتظر المقابل.
وهنا لا أنفي أن البادي أظلم مطلقا، فكم من شخص يبدأ السوء، ولكن أقول، إن ركزنا على الإيجابية وإن ابتدأنا الخير نحن، سنمحو ما استطعنا من السوء، فالحسنات يذهبن السيئات، والآن، ولبعد الآن، مثلي الذي سأردده دائما، البسمة بالبسمة والبادي أجمل.
dinaalardhi