توقفت قبل أشهر قليلة صفحات الفن التشكيلي في صحيفة الجزيرة بعد عقود من النجاح، أشرف عليها وحررها الأخ الفنان محمد المنيف. أضافت صفحات الجزيرة للساحة دعما وتشجيعا كبيرين من خلال متابعاته الأسبوعية لنشاطات الساحة المحلية أو من خلال حواراته مع الفنانين السعوديين أو العرب، في الأسبوع الماضي كنت أعيد ترتيب وأرشفة أوراقي فكانت الجزيرة تملأ الأرشيف، الصفحة الأولى لملحق الثقافة كانت صورة لعمل فني سعودي يختاره المنيف أما الصفحتان فتتضمنان الزوايا التي يكتبها وبعض الزملاء أو الزميلات ثم المواد الإخبارية ومادة رئيسية تمثل حدثا فنيا محليا بارزا أو مناسبة فنية عالمية، أغنت الجزيرة وصفحات محلية أخرى الساحة التشكيلية، فدعمت الفنانين وشجعت الموهوبين وفتحت مساحات للهواة وللبارزين بعرض أعمالهم وتتبع أخبارهم، هذه العقود التي قضاها المنيف محررا وكاتبا وناقدا لا شك أنها أخذت كثيرا من وقته وجهده وربما على حساب فنه، فالكتابة تستنزف طاقة كبيرة، وإن كانت متعة عندما تتوجه لزملائنا ولساحتنا وفننا في المملكة، استكتب المنيف عددا من الزملاء كالدكتورة مها السنان وجلال الطالب ومحمد الخربوش وفيصل الخديدي وآخرين، كان الجميع يجتهد للإضافة وطرح ما يخدم الساحة المحلية ويشجع مشاريعها وبرامجها كما يدعم ويشجع فنانيها ويناقش قضاياها. لم يتخذ معظم الكتاب مواقف نقدية مباشرة للأعمال الفنية بقدر تقديم التجارب الفنية وتلمس جوانبها الإيجابية التي تشجع على الاستمرار والمضي قدما إلى ما يؤكد القيمة الفنية للمنتج، توقف الصفحات التشكيلية في الجزيرة خسارة كبيرة، والأعوام التي قضاها الزميل المنيف محررا ومشرفا تستوجب شكره وتقدير جهده والتمنيات له بالصحة والعافية. المنيف لم يزل فاعلا ولكن في جهة أخرى هي (تويتر) الذي منحه مزيدا من المشاركة اليومية الفاعلة.
solimanart@gmail.com